المتعلّق من قبيل تكرار ذكر الاصطفاء في حقّ مريم ( عليها السلام ) ، فالدنس والرفث صريح في الأدناس الظاهرة والأرجاس الباطنة ، والدنس هو الوسخ حقيقة ، ولكنّه يستعمل في غير مجاز وكناية ، فيقال : فلان دنس الثياب إذا كان خبيث الفعل والمذهب . وفي وصف الأئمّة ( عليهم السلام ) : « لم تدنّسكم الجاهليّة الجهلاء » كذا في مجمع البحرين [1] . والرفث أصلاً الفحش ، وفي الحديث « ويكره للصائم الرفث » [2] ، وقال تعالى : ( فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحجّ ) [3] . وقد يكون قوله « وما رأت يوماً » بياناً للفقرة الأُولى من الحديث ، وقد يكون غير ذلك ، بأن يكون لكل تعبير معنى غير المعنى الآخر ، فالمراد من « الطهارة من الدنس » غير المراد من « الطهارة من الرفث » ورؤية دم النفاس وغيره . ومضمون هذا الحديث متواتر عند الشيعة والسنّة ، ولكنّي اكتفيت بذكر حديث واحد في المقام ومؤدّاه : فطام فاطمة وتنزيهها وتهذيبها من أدناس النساء خاصّة ، ومن الخصال الرذيلة في البشر عامّة ، وهذه موهبة من مواهب الرحمن ومكرمة من مكارم الملك المنّان ، وذلك فضل الله لها ورحمته عليها . الوجه التاسع في علل الشرائع للمرحوم الصدوق طاب ثراه ، عن محمّد بن مسلم الثقفي
[1] مجمع البحرين 4 / 71 مادة « دنس » . [2] مجمع البحرين 2 / 255 مادة « رفث » . [3] البقرة : 197 .