responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخصائص الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد باقر الكجوري    جلد : 1  صفحه : 268


فإن كان المناط قوّة الحفظ والذكاء والفطنة والشوق المفرط ، فليس لتلك العالمة الربانيّة ندّ ولا عديل ولا نظير ، وإن كان السبب في أنّها كانت في وثاق سلطان الولاية عشر سنين بعيداً عن حجر النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) - كما يزعم أهل السنّة - فإنّها لم تنقطع عن أبيها معنويّاً ، بل كانت مرتبطة به قريبة منه متّصلة به اتّصالاً حقيقياً ، وكانت ملازمة له حاضرة في خدمته ، إضافة إلى أنّها كانت تسمع كلّ خبر وجديد عن طريق زوجها وأبنائها .
والظاهر أنّ هذا العدد الهائل من الأحاديث الذي روتها عائشة كانت عبارة عن تسجيل ليوميّاتها ، ثمّ نسبت إلى النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وصارت مصدراً للأحكام الشرعيّة ، فهي كانت تروي أفعالها وأقوالها وتصرّفاتها الشخصيّة وما تقوم به آناء الليل وأطراف النّهار فأخذوه منها ونسبوه إلى النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وافترضوه حديثاً ، ثمّ صار فيما بعد خبراً صحيحاً .
كيف امتازت عائشة على باقي أزواجه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اللواتي عشن معه وحظين بشرف صحبته ومضاجعته ولم يروين عنه إلاّ أحاديث قليلة ؟ !
لا أدري ; لعلّ طول عمرها وضغائنها الدفينة - التي اتّفق عليها الفريقان وذكر جملة منها ابن أبي الحديد - وأعلام خلفاء الجور هو السبب في ذلك .
ولكن أهل البصيرة والإنصاف يعلمون جيّداً أنّه لا يمكن الإعتماد على أقوال المغرضة التي تروي ولا تتحرّج ، ولا الاستناد إلى روايات أصحاب الجمل والخوارج أرباب الحيل والنواصب ، فكلّها مجعولات موضوعات صدرت من منشأ الفساد ومنبع العناد بدافع الهوى والأغراض الدنيويّة ، إلاّ ما كان من رواياتهم في فضل أهل بيت العصمة ، ومناقبهم التي اضطرّوا إلى إظهارها ولم يجدوا

268

نام کتاب : الخصائص الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد باقر الكجوري    جلد : 1  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست