وقيل في ذيل الآية الشريفة ( فليأتوا بحديث مثله ) [1] : إنّما قيل للحديث حديث لأنّه يحدث في القلوب العلوم والمعاني والمعارف الجديدة ، فتكشف الحقائق والدقائق الجديدة في العلوم والحكم ، وهي من الحظّ ، قال تعالى : ( وقل ربّ زدني علماً ) [2] فكانت إفاضات الآيات المباركة بمفاد قوله ( نزل به الرّوح الأمين على قلبك ) [3] تنزل منجّمة ومندرجة على القلب المبارك للحضرة النبويّة المقدّسة . هذا ; ولا ينقضي العجب ممّا رواه ابن الأثير نقلاً عن يوسف سبط ابن الجوزي في « تذكرة الخواص » عمّن يرويه عن جماعتهم ، قال : قالوا : وقد روت عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثمانية عشر حديثاً ، وقيل : ثمانين حديثاً . . » [4] . ولا أدري لماذا يقال في فاطمة ( عليها السلام ) أنّها تروي هذا العدد الضئيل من الأحاديث عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، بينما يقال في عائشة - ويا له من عجب لا ينقضي - أنّها حفظت عدّة آلاف حديث - على اختلاف الأقوال في العدد - ؟ ! قال الأزريّ : حفظت أربعين ألف حديثاً * ومن الذكر آية تنساها والعجيب أنّهم يرون أنّ أحاديث عائشة - جميعاً - في غاية الصحّة والاعتبار ، فكيف روت عائشة أكثر من فاطمة الطاهرة ( عليها السلام ) ، والحال أنّها عاشت مع النّبي ثماني وعشرين سنة بناءً على ما ذهبوا في سنّها ( عليها السلام ) ؟ ! وكما قال سبط ابن الجوزي « وإنّها يسيرة بالنسبة إليها » [5] ؟ !