responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخصائص الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد باقر الكجوري    جلد : 1  صفحه : 255


وداود ( عليهم السلام ) يتوجّه إليها الخطاب : ( يا مريم اقنتي لربّك واسجدي واركعي مع الراكعين ) [1] .
وهذا الوجه قريب من مشرب بعض العلماء العامّة الذين ذهبوا إلى القول بنبوّة مريم ، وأنّها من الأنبياء العظام ، واستدلّوا لذلك بالخطابات القرآنيّة .
وهذا الرأي على خلاف مذهب الإماميّة ، وبطلان دعوى أولئكم بيّن واضح ، قام عليه الدليل والبرهان ، حيث أنّ النّساء مهما بلغن من الكمال في الإيمان لا يكلّفن بتكاليف الرجال ، ولا يمكن أن يأتين بشريعة ، فللرجال تكاليفهم وأحكامهم ومهامّهم ، وللنساء تكاليفهنّ وأحكامهنّ ومهامّهنّ .
والأفضل الإعراض عن هذا الحديث والعودة إلى صُلب الموضوع .
نقول : إنّ مريم أفضل من جميع النساء ، وفاطمة الزهراء ( عليها السلام ) أفضل من مريم ومن جميع نساء العالمين ، وكثرة التصريح باسم مريم في القرآن لا يدلّ على أنّها أفضل من فاطمة ( عليها السلام ) التي لم يصرّح باسمها في القرآن ، واحتجاب اسمها المبارك واختفاؤه دليل على عظمة ذاتها وشرف حالاتها ، وهي المستورة الكبرى ، كما أنّ ثبوت هذه الفضيلة لفاطمة ( عليها السلام ) لا تنفى علوّ مرتبة مريم ( عليها السلام ) ، وقد ذكرنا علّة ذكر اسمها .
ولا يخفى على القرّاء الكرام أنّ القرآن ذكر الزهراء ( عليها السلام ) في آيات عديدة - مفردة ومنضمّة إلى آخرين - وصفها الخلاّق العليم بأوصاف كماليّة وأثنى عليها .
وقد استوفى المفسّرون من الفريقَين البحث في هذه الآيات : وذكروا أدلّتهم وشواهدهم على ذلك ، كما في آية التطهير وآية المباهلة وآيات سورة هل أتى ،



[1] آل عمران : 43 .

255

نام کتاب : الخصائص الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد باقر الكجوري    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست