- ننقل منه موضع الحاجة - : . . . قال [ جبرائيل ] : يا محمد ! إنّ هذه تفّاحة أهداها الله - عزّ وجلّ - إليك من الجنّة فأخذتها وضممتها إلى صدري . قال : يا محمّد ! يقول الله جلّ جلاله : كُلها ، ففلقتها فرأيت نوراً ساطعاً ، ففزعت منه فقال : يا محمّد ! مالك لا تأكل ؟ كُلها ولا تخف ، فإنّ ذلك النّور المنصورة في السّماء ، وهي في الأرض فاطمة . قلت : حبيبي جبرئيل ولم سمّيت في السّماء « المنصورة » وفي الأرض « فاطمة » ؟ قال : سمّيت في الأرض « فاطمة » ، لأنّها فطمت شيعتها من النّار وفطم أعداءها عن حبّها ، وهي في السّماء « المنصورة » ، وذلك قول الله - عزّ وجلّ - ( يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء ) [1] يعني نصر فاطمة لمحبّيها [2] . وربّما كان المقصود من نصر فاطمة في هذا الحديث ، نصر محبّيها ، لأنّ نصر محبّيها نصر لها ، فيكون معنى المنصورة من لوازم اسمها « فاطمة » ، وهو النجاة من النار ، وإنّما سمّيت فاطمة لأنّها فطمت شيعتها من النّار ، وأيّ نصر وإعانة أعظم من أن ينجو المحب لحبّها من النّار الأبديّة ؟ وأيّ نصر أعظم من الغلبة على عدوّها ؟ والاستشهاد بالآية من باب التأويل ، والظاهر أنّها ( عليها السلام ) « نصر الله » ، وسمّيت « منصورة » لذلك ، فهي تنصر من تشاء وتعينه وتذلّ من تشاء وتقهره . وقد ورد في تعليل الرواية « لنصر فاطمة لمحبّيها » ، فحبّها سبب النجاة والخلاص ، وهي نصرة الله ، ونصر الله ، وهذا المعنى أدقّ في الجملة ، وقد استعمل المصدر بمعنى اسم المفعول كثيراً . ويكون ظهور هذه النصرة الحقّة وبروزها يوم القيامة وعند موقف الشفاعة ،
[1] الآية في سورة الروم : 5 وهي بشارة بغلبة الروم على الفرس ولأصحاب النبي حكاية معها . ( منه ( رحمه الله ) ) . [2] معاني الأخبار 396 ح 53 باب نوادر المعاني .