وهذه خلاصة الأفكار الأبكار وزبدة الآراء والأنظار لمولى البصائر والأبصار . الوجه الثاني : ورد في الحديث أنّ العقيق الأبيض من نور وجه النبيّ الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والعقيق الأحمر من نور وجه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، والعقيق الأصفر من نور وجه الزهراء ( عليها السلام ) [1] . بناءً على ذلك فهذه الأنوار الثلاثة بالألوان الثلاثة تحكي أنوار النبوّة والولاية والعصمة . أمّا نور النبوّة فهو عين الرحمة ، وعلامته البياض . وأمّا الحمرة فأثر نور الولاية ، وهي مظهر الغضب . وأمّا الصفرة : فحققة العصمة ، وهي الواسطة بين الرحمة والغضب ومشعرة بالبرزخيّة والجامعيّة . وتلك المخدّرة هي الصلاة الوسطى الواقفة بين مبادئ مشرق النبوّة ومنتهى مغرب الولاية . وهي الشمس المضيئة من جهة النبوّة والأبوّة ، والقمر المنير من جهة الولاية والإمامة ، والكوكب الدّريّ الّذي يوقد من شجرة مباركة زيتونة ، يكاد زيت عِلمها يضيء الأملاك والأفلاك من الثريّا إلى الثرى ( ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ) [2] . وهذه الجلوة الرفيعة والرتبة المنيعة تدلّ على أنّ سيّدة العالم فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) مرآة مجلوّة في عالم الإمكان لخاتم النبيّين ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وجناب
[1] انظر البحار 8 / 187 ح 156 باب 23 . [2] النور : 35 .