responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 388


كما أنه لم ينس بعد أبداً : أنه قد أفسد عليه جل ، إن لم يكن كل مؤامراته ، وتدبيراته . . بل لقد كان يجعلها كلها في صالحه هو ، ودماراً ، ووبالاً على المأمون مدبرها ، ومخططها الحقيقي .
وقد يكون الإمام مستعداً لقبول اقتراح من المأمون بالتنحي عن ولاية العهد . ولكن ذلك ولا شك سوف يعيد الأمور إلى سيرتها الأولى . بل سوف يزيد الأمر تعقيدا ، والوضع خطورة عما كان عليه قبل البيعة له ( عليه السلام ) بولاية العهد . ولن يسكت العلويون ولا الخراسانيون ، بل حتى ولا العرب عن أمر كهذا . ولن يعيد الأمور إلى سيرتها الأولى بيعة أو مناورة أخرى من أي نوع كانت ، وعلى أي مستوى كانت .
كيف يخرج المأمون من المأزق إذن ؟ !
وهكذا . . وبعد أن رأى المأمون نفسه قد فشل في تحقيق الجزء الأهم من خطته ، ألا وهو أن يضع منه ( عليه السلام ) قليلاً قليلا ، حتى يصوره أمام الرعية بصورة من لا يستحق لهذا الأمر . . بل لقد رأى نفسه يحصد غير ما يزرع ، وأن النتائج التي كان يحصل عليها هي تماماً عكس ما كان ينتظر ويؤمل ، وذلك بسبب وعي الإمام وحنكته ، ويقظته . .
ورأى أنه قد حارب الإمام بجميع الأسلحة التي كان يمتلكها ، من المكر والخديعة ، والدهاء إلخ . . لكن أسلحة الإمام كانت أمضى وأقوى من كل ما كان يمتلكه المأمون . ومن أين للمأمون علم الإمام وزهده ، وتقواه وفضله ، وفضائله النفسية ، وشخصيته الفذة ، وسائر صفاته وخصاله الحميدة ، صلوات الله وسلامه عليه ؟ . .
وإذا كان قد تأكد لديه أن محاولاته تلك لم تكن تثمر إلا أن يزداد الإمام رفعة بين الناس ، ومحلا في نفوسهم ، وإلا اتساع قاعدته الشعبية

388

نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 388
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست