نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 217
ونمت بعد الحالة التي خلفتها الحرب بينه وبين أخيه - ويوظف ذلك في صالحه هو ، وصالح الحكم العباسي بشكل عام . أي أنه . كان يهدف من وراء لعبته تلك ، والتي كان يحسب أنها سوف تكون رابحة جداً - إلى أن يحصل على قاعدة شعبية ، واسعة ، وقوية . حيث كان يعتقد ويقدر : أن نظام حكمه سوف ينال من التأييد ، والقوة ، والنفوذ ، بمقدار ما كان لتلك الشخصية من التأييد ، والنفوذ والقوة . وإذا ما استطاع في نهاية الأمر أن يقضي عليها ، فإنه يكون قد أمن خطراً عظيماً ، كان يتهدده من قبلها . بمقدار ما كان لها من العظمة والخطر . إن المأمون قد اختار لولاية عهده رجلاً يحظى بالاحترام والتقدير من جميع الفئات والطبقات ، وله من النفوذ ، والكلمة المسموعة ، ما لم يكن لكل أحد سواه في ذلك الحين . بل لقد كان الكثيرون يرون : أن الخلافة حق له ، وينظرون إلى الهيئة الحاكمة على أنها ظالمة له وغاصبة لذلك الحق : يقول الدكتور الشيبي ، وهو يتحدث عن الرضا ( عليه السلام ) : " إن المأمون جعله ولي عهده ، لمحاولة تألف قلوب الناس ضد قومه العباسيين ، الذين حاربوه ، ونصروا أخاه . . " [1] . ويقول : . " . . وقد كان الرضا من قوة الشخصية ، وسمو المكانة : أن التف حوله المرجئة ، وأهل الحديث ، والزيدية ، ثم عادوا إلى مذاهبهم بعد موته . " [2] .
[1] الصلة بين التصوف والتشيع ص 223 ، 224 . . ونحن لا نوافق الدكتور الشيبي على أنه كان يريد التقوي بذلك على العباسيين ، كما اتضح ، وسيتضح إن شاء الله . [2] المصدر السابق ص 214 .
217
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 217