responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 210


يستعملها في القضاء على الإمام ( عليه السلام ) ، كما كان الحال بالنسبة لولده الإمام الجواد ، الذي قتل بالسم الذي دسته إليه ابنة المأمون ، بأمر من عمها المعتصم [1] ، فيكون بذلك قد أصاب عدة عصافير بحجر واحد . كما يقولون . .
ويجب أن نتذكر هنا : أن المأمون كان قد حاول أن يلعب نفس هذه اللعبة مع وزيره الفضل بن سهل ، فألح عليه أن يزوجه ابنته فرفض ، وكان الرأي العام معه ، فلم يستطع المأمون أن يفعل شيئاً ، كما سنشير إليه . . لكن الإمام ( عليه السلام ) لم يكن له إلى الرفض سبيل ، ولم يكن يستطيع أن يصرح بمجبوريته على مثل هكذا زواج . لأن الرأي العام لا يقبل ذلك منه بسهولة . . بل ربما كان ذلك الرفض سبباً في تقليل ثقة الناس بالإمام ، حيث يرون حينئذٍ أنه لا مبرر لشكوكه تلك ، التي تجاوزت - بنظرهم حينئذٍ - كل الحدود المألوفة والمعروفة . .
وعلى كل حال : فإن كل الشواهد والدلائل تشير إلى أن زواج الإمام من ابنة المأمون كان سياسياً ، مفروضاً إلى حد ما . . كما أننا لا نستبعد أن يكون زواج المأمون من بوران بنت الحسن بن سهل سياسياً أيضاً ، حيث أراد بذلك أن يوثق علاقاته مع الإيرانيين ، ويجعلهم يطمئنون إليه ، خصوصاً بعد عودته إلى بغداد ، وتركه مروا ، وليبرئ نفسه من دم الفضل بن سهل ، ويكتسب ثقة أخيه الحسن بن سهل ، المعرف بثرائه ونفوذه .
ورابعاً : وللسبب نفسه أيضاً كان يظهر الاحترام والتبجيل للإمام ( عليه السلام ) - وإن كان يضيق عليه في الباطن [2] - وكذلك كانت الحال بالنسبة لإكرامه



[1] ولعله قد استفاد ذلك من سلفه معاوية ، وما جرى له مع الإمام الحسن السبط ( عليه السلام ) ،
[2] وقد سبقه إلى مثل ذلك سليمان عم الرشيد ، عندما أرسل غلمانه ، فأخذوا جنازة الكاظم ( عليه السلام ) من غلمان الرشيد ، وطردوهم . ثم نادوا عليه بذلك النداء المعروف ، اللائق بشأنه ، فمدحه الرشيد ، واعتذر إليه ، ولام نفسه ، حيث لم يأخذ في اعتباره ما يترتب على ما أقدم عليه من ردة فعل لدى الشيعة ، ومحبي أهل البيت ( عليهم السلام ) ، والذين قد لا يكون للرشيد القدرة على مواجهتهم . وتبعه أيضاً المتوكل ، حيث جاء بالإمام الهادي ( عليه السلام ) إلى سامراء ، فكان يكرمه في ظاهر الحال ، ويبغي له الغوائل في باطن الأمر ، فلم يقدره الله عليه . . على ما صرح به ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة ص 226 ، والمجلسي في البحار ج 50 / 203 ، والمفيد في الإرشاد ص 314 .

210

نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست