responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 209


عاد إلى لبس السواد شعار العباسيين ، بعد ثمانية أيام فقط من وصوله ، على حد قول أكثر المؤرخين ، وقيل : بل بقي ثلاثة أشهر . نزع الخضرة رغم أن العباسيين ، تابعوه ، وأطاعوه في لبسها ، وجعلوا يحرقون كل ملبوس يرونه من السواد ، على ما صرح به في مآثر الإنافة ، والبداية والنهاية ، وغير ذلك .
وثانياً : ولنفس السبب [1] أيضاً نراه قد ضرب النقود باسم الإمام الرضا ( عليه السلام ) .
وثالثاً : أقدم للسبب نفسه على تزويج الإمام الرضا ( عليه السلام ) ابنته ، رغم أنها كانت بمثابة حفيدة له ، حيث كان يكبرها الإمام ( عليه السلام ) بحوالي أربعين سنة . كما أنه زوج ابنته الأخرى للإمام الجواد ( عليه السلام ) الذي كان لا يزال صغيراً ، أي ابن سبع سنين [2] .
ومن يدري : فلعله كان يهدف من تزويجهما أيضاً إلى أن يجعل عليهما رقابة داخلية . وأن يمهد السبيل ، لكي تكون الأداة الفعالة ، التي



[1] التربية الدينية ص 100 .
[2] راجع مروج الذهب ج 3 / 441 ، وغيره من كتب التاريخ . وفي الطبري ج 11 / 1103 ، طبع ليدن ، والبداية والنهاية ج 10 / 269 : أنه ( عليه السلام ) لم يدخل بها إلا في سنة 215 للهجرة ، ولكن يظهر من اليعقوبي ج 2 / 454 ط صادر : أنه زوج الجواد ابنته بعد وصوله إلى بغداد ، وأمر له بألفي ألف درهم ، وقال : إني أحببت أن أكون جداً لامرئ ولده رسول الله ، وعلي بن أبي طالب ، فلم تلد منه انتهى . وهذا يدل على أنه قد بادر إلى تزويج الجواد بعد قتل أبيه الرضا ( عليه السلام ) ليبرئ نفسه من الاتهام بقتل الرضا ( عليه السلام ) ، حيث إن الناس كانوا مقتنعين تقريباً بذلك ومطمئنين إليه ، وسيأتي في أواخر الكتاب البحث عن ظروف وملابسات وفاته ( عليه السلام ) ويلاحظ : أن كلمة المأمون هذه تشبه إلى حد بعيد كلمة عمر بن الخطاب حينما أراد أن يبرر إصراره غير الطبيعي على الزواج بأم كلثوم بنت علي ( عليه السلام ) حتى لقد استعمل أسلوباً غير مألوف في التهديد والوعيد من أجل الوصول إلى ما يريد .

209

نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست