responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 291


الإمام يدرك أهداف المأمون من عرض الخلافة :
ولعلنا نستطيع أن نجد فيما قدمناه في هذا الكتاب ما يفسر لنا موقف الإمام ( عليه السلام ) من المأمون . . ذلك الموقف الذي لم يكن يتسم بالمهادنة ، أو الموافقة أصلاً . بل كان قاسياً وعنيفاً في مقابل عرض المأمون للخلافة عليه ، كما ألمحنا إليه في باب : " عرض الخلافة ، ورفض الإمام " .
وما ذلك . . إلا لأنه كان يعلم أنها لعبة خطيرة ، تحمل في طياتها الكثير من المشاكل والأخطار ، سواء بالنسبة إليه ( عليه السلام ) ، أو بالنسبة إلى العلويين ، أو بالنسبة إلى الأمة بأسرها . .
ولقد كان ( عليه السلام ) يدرك : أن المأمون كان يرمي من وراء هذا العرض إلى أن يعرض حقيقة نوايا الإمام ( عليه السلام ) ، ويستظهر دخيلة نفسه ، حتى إذا ما رآه راغبا فيها رغبة حقيقية ، سقاه الكأس ، التي سقاها من قبل لمحمد بن محمد بن يحيى بن زيد ، صاحب أبي السرايا ، ومن بعد لمحمد بن جعفر ، وطاهر بن الحسين ، وغيرهم ، وغيرهم . . وإنه كان يريد أن يجعل ذلك ذريعة لفرض ولاية العهد ، وتمهيدا لإجباره على قبولها ، لأن ما يحقق له مآربه ، ويوصله إلى غاياته ، التي تحدثنا عن جانب منها في فصل : ظروف البيعة . . هو قبول الإمام لولاية العهد ، لا الخلافة . . كما أن هذا هو الذي يمكن أن يكون ممهدا لتنفيذ الجزء التالي من خطته ، ألا وهو القضاء على العلويين بالقضاء على أعظم شخصية فيهم .
ومن ثم . . وبعد كل ما تقدم . . تكون النتيجة هي : أن المأمون لم يكن جاداً في عرضه للخلافة ، وإنما فقط كان جاداً في عرضه لولاية العهد .

291

نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 291
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست