responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 245


الأمر ، لأنهم يأخذون الأمور على ظواهرها ، ولا يتنبهون إلى مثل ذلك ، إلا بعد تنبيه وتذكير ، فللوهلة الأولى تجوز عليهم الخدعة ، ويقدرون خطوة المأمون هذه ، وتنتعش الآمال في نفوسهم بالحياة الهنيئة السعيدة ، تحت ظلم حكم بدا أنه يتخذ العدل ديدنا ، والإنصاف طريقة . .
ثم . . وبعد أن يجند المأمون أجهزة إعلامه ، من أجل تسميم الأفكار ، يجد أن نفوس الناس مهيأة ومستعدة لتقبل ما يلقى إليها . ويكون لديه - باعتقاده - من الحجج ما يكفي لإسقاط الإمام ، وزعزعة ثقة الناس به . ولا يؤثر ذلك بعد ذلك على الحكم ، فإن الحكم يكون قد استنفذ أغراضه من البيعة . وحصل على ما يريد الحصول عليه منها . . هذا ولا بد لنا هنا من ملاحظة أن المأمون وأجهزة إعلامه كانوا في مقابل وصم الإمام بالرغبة بالدنيا والتفاني في سبيلها . . يشيعون بين الناس عن المأمون عكس ذلك تمام ، فيطلب المأمون من وزيره أن يشيع عنه الزهد ، والورع والتقوى [1] . . وأنه لا يريد مما أقدم عليه الأخير الأمة ومصلحتها ، حيث قد اختار لولاية عهده أفضل رجل قدر عليه ، رغم أن ذلك الرجل هو من ذلك البيت الذي لا يجهل أحد موقفه من حكم العباسيين ، وموقف العباسيين منه كما يتضح ذلك من وثيقة ولاية العهد ، وغيرها .
رأي الناس فيمن يتصدى للحكم :
لعل من الواضح أن كثيراً من الناس كانوا يرون - في تلك الفترة من الزمن - لقصر نظرهم ، وقلة معرفتهم : أن هناك منافاة بين الزهد والورع ، والتقوى ، وبين المنصب ، وأنهما لا يتفقان ، ولا يجتمعان .



[1] تاريخ التمدن الإسلامي ج 4 ص 261 .

245

نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 245
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست