responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 246


وقد رأينا الكثيرين يمتنعون على تولي المناصب للحكام ، لما يرونه من المنافاة المشار إليها .
ولعل سر فهمهم هذا : هو أنهم كانوا قد اعتادوا من الحكام التجاوز على الحقوق ، والدماء ، والأموال ، وعلى أحكام الدين ، والنواميس الإنسانية ، بشكل عام . والزهد والورع لا يتلائم مع ذلك كله ، ولا ينسجم معه .
ولكن الحقيقة هي : أن لا منافاة بينهما أبداً ، فإن الحكم إذا كان وسيلة لا يصال الخير إلى الآخرين ، ورفع الظلم عنهم ، وإشاعة العدل ، إقامة شريعة الله تعالى ، فيجب السعي إليه ، والعمل من أجله ، وفي سبيله . . بل إذا لزم من ترك السعي إليه ، تضييع الحقوق ، وانهيار صرح العدل ، والخروج على أحكام الدين ، فإن ترك السعي هذا ، يكون هو المنافي للزهد والورع والتقوى . .
ولقد قاد النبي ( عليه السلام ) الأمة ، وقبله قادها سليمان بن داوود ، وغيره ، وبعده الإمام علي بن أبي طالب ، وولده الحسن ، ثم الحسين ، وهكذا . .
وحال هؤلاء في الزهد والورع ، لا يحتاج إلى مزيد بيان ، وإقامة برهان ، بل لم يكن على ظهرها أزهد ، ولا أتقى ، ولا أفضل ، ولا أورع منهم ، عدوهم يعرف منهم ذلك تماماً كما يعرفه منهم صديقهم . فعدا عن الأنبياء الذين كانوا القمة في الورع والزهد والتقوى ، نرى الإمام علي ( عليه السلام ) قمة في ذلك أيضاً ، وقد رقع مدرعته حتى استحيا من راقعها ، وكان راقعها هو ولده " الإمام الحسن ( عليه السلام ) " [1] . وكان



[1] راجع : الدرة النجفية ص 303 ، طبعة حجرية .

246

نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 246
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست