نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الحسن ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 66
كلماته ( صلى الله عليه وآله ) ومواقفه في هذا السبيل لاحتجنا إلى مجلدات كثيرة وكبيرة ، ولتعذر استيعابه في مدة طويلة . . ولكنه ( صلى الله عليه وآله ) أراد في مرضه الأخير : أن يسجل ذلك في كتاب لا يمكن المراء فيه ، وليقطع دابر الخلاف من بعده . . ولكن اتهامه بالهجر والهذيان ، من قبل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب بالذات ، قد جعل ذلك بلا جدوى ، ولا فائدة ، بل جعله سبباً في المزيد من الاختلاف والتشاجر ، والتمزق والتدابر ، فكان لابد من تركه ، والانصراف عنه [1] . . وقد صرح عمر نفسه لابن عباس : بأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أراد أن يصرِّح باسم علي ( عليه السلام ) في ذلك الكتاب ، وأراد الله غيره ، فنفذ مراد الله تعالى ، ولم ينفذ مراد رسوله . أو كل ما أراد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان [2] ؟ ! وقد ادعى عمر : أنه إنما منع النبي ( صلى الله عليه وآله ) من كتابة الكتاب حيطة على الإسلام [3] . . وذلك عجيب حقاً ؟ ! وأي عجيب ! ! . . فهل صحيح : إنه قد فعل ذلك من أجل ذلك ؟ أم أنه قد كان وراء الأكمة ما وراءها ؟ ! وكيف يمكن أن نوفق بين دعواه هذه ، وبين نسبته ذلك آنفاً لإرادة الله سبحانه ، وقوله : " أو كلما أراد رسول الله صلى عليه وآله وسلم كان " ؟ ! . وهل يمكن أن نصدق : أن غيرته على الإسلام أكثر من غيرة نبيِّ الإسلام نفسه عليه ؟ !
[1] راجع بعض مصادر ذلك في مكاتيب الرسول ج 2 ص 618 - 626 وكتاب دلائل الصدق ج 3 قسم 1 ص 63 - 70 والنص والاجتهاد ص 155 - 165 والمراجعات ص 241 - 245 . [2] شرح النهج للمعتزلي ج 12 ص 78 / 79 . [3] نفس المصدر ج 12 ص 79 .
66
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الحسن ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 66