نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الحسن ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 17
وآله وسلم . . . [1] بل لقد بلغ من حبه ( صلى الله عليه وآله ) له ولأخيه ( عليهما السلام ) : أنه يقطع خطبته في المسجد ، وينزل عن المنبر ليحتضنهما ، بالإضافة إلى بعض ما تقدم وما سيأتي من النصوص الكثيرة ، والتي ذكرنا بعضها ، حيث لا مجال لتتبعها جميعاً في عجالة كهذه . . والكل يعلم : أنه صلى عليه وآله وسلم لم يكن ينطلق في مواقفه ، وكل أفعاله وتروكه من منطلق المصالح ، أو الأهواء الشخصية ، ولا بتأثير من النزعات والعواطف ، وإنما كان صلى عليه وآله فانياً في الله بكل وجوده ، وبكل عواطفه وأحاسيسه ، وبكل ما يملك من فكر ، ومن طاقات ومواهب ، فهو ( صلى الله عليه وآله ) من الله سبحانه كان ، ومن أجل دينه ورسالته يعيش ، وعلى طريق حبه ، وحال اللقاء معه يموت . . فالله سبحانه هو البداية ، وهو الاستمرار ، وهو النهاية . . الأمر الذي يعني : أن كل موقف لا يكون خطوة على طريق خدمة دين الله ، وإعلاء كلمته ، لا يمكن أن يصدر عنه ، أياً كان نوعه ، ومهما كان حجمه . ولكن ذلك لا يعني أبداً : أنه ( صلى الله عليه وآله ) لم يكن يملك العواطف البشرية ، والأحاسيس الطبيعية ، ولا يمنحها قسطها الطبيعي في مجال التأثير الإيجابي في الحياة ، أو حتى الاستفادة المباحة منها . وإنما نريد أن نقول : إنه حينما يتخذ ذلك التأثير العاطفي صفة الموقف ، بإعطائه صفة العلنية ، ويصبح واضحاً : أن ثمة إصراراً أكيداً على إبرازه وإظهاره للملأ العام ، وحتى على المنبر أحياناً ، فلابد أن يكون ذلك في خدمة الرسالة ، وعلى طريق الهدف الأسمى . بل . . وحتى على صعيد منحه ( صلى الله عليه وآله ) أحاسيسه وعواطفه قسطها الطبيعي في التأثير في مجاله الشخصي البحت . . فإنه سيحولها إلى عبادة زاخرة بالعطاء ، غنية بالمواهب ن تمنحه المزيد من الطاقة ، وتؤثر المزيد من