responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الحسن ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 159


ولعل الهدف من طرح أمور كهذه هو إعطاء خلافة عثمان بالذات صفة الشرعية والقبول ، حتى من قبل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، كما عودنا أنصاره ومحبوه في كثير من الأحيان .
4 - ولو أريد الإصرار على وجهة النظر تلك ، واعتبارها قادرة على تبرير اشتراكهما ( عليهما السلام ) المزعوم في الفتوح . . فإننا نجد . . أن من حقنا أن نتساءل ، فنقول : إنه لا ريب في أن الجهاد ، واتساع رقعة الإسلام من الأمور الراجحة والمرضية إسلامياً . ولكن ذلك لا يعني : أن الفتوحات التي حصلت في عهد الخلفاء الثلاثة ، على ذلك النحو ، وبتلك الطريقة ، كانت راجحة ومرضية أيضاً . . وإلا . . فلماذا يترك أمير المؤمنين ( عليه السلام ) هذا الجهاد ويجلس في بيته مدة خمس وعشرين سنة ؟ ! ، ألم يكن هو الذي مارس الحروب ، وجالد الأقران ، أعواماً طويلة في عهد الرسول الأكرم صلى عليه وآله وسلم ، ولم تثر حرب آنئذٍ إلا وهو حامل لوائها ، ومجندل أبطالها ؟ .
أم يعقل أن ذلك كان منه زهداً في الإسلام ، وتباطؤاً عن واجبه ؟
أم أن الحكام أنفسهم كانوا لا يرغبون في إشراكه في تلك الفتوحات والمآثر التي كانوا يسطرونها ؟ !
أم أنهم حبسوه كما حبسوا كبار الصحابة في المدينة ، كما اعتذر به العلامة الحسني رضوان الله تعالى عليه [1] ؟ .



[1] سيرة الأئمة الاثني عشر ج 1 و ص 534 و ص 317 . واعتذر بذلك أيضاً المحقق البحاثة السيد مهدي الروحاني ، حيث قال ما ملخصه : أنهم كانوا يخافون منه ، إذ لو كان ( عليه السلام ) مكان سعد بن أبي وقاص ، مع ما يتحلى به من مؤهلات تامة وكاملة ، من العلم وقوة البيان ، والسياسة ، والقرابة القريبة منه ( صلى الله عليه وآله ) ، وشهادة الصحابة له بالتقدم في كل فضيلة ، ومع ما له من سوابق حسنة ، ومآثر كريمة - إنه لو كان والحالة هذه مكان سعد بن أبي وقاص - هل يكون مأموناً من أن يرجع بجيشه ، أو بطائفة عظيمة منه وينحي الخليفة عن مركزه ، ويجري حكم الله فيه حسبما يراه ؟ ! . ونقول : إنهم لربما كانوا يفكرون بمثل ذلك . . ولكن الإمام علياً ( عليه السلام ) لم يكن ليقدم على أمر كهذا ؛ لأن فيه خطراً على الإسلام . . بالإضافة إلى أنهم كانوا يعلمون بأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد عهد إليه أن لا يبادر إلى أي عمل من هذا القبيل .

159

نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الحسن ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست