responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الحسن ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 126


كذلك فإن حضور الإمام الحسن ( عليه السلام ) في هذه المناسبة إنما يعني انتزاع اعتراف من عمر بأنه ممن يحق لهم المشاركة السياسية ، حتى في أعظم وأخطر قضية تواجهها الأمة . . كما أن نفس أن يرى الناس مشاركته هذه ، وأن يتمكن في المستقبل من إظهار رأيه في القضايا المصيرية ، ولو لم يُقبل منه . . وأن يرى الناس أن من الممكن قول كلمة " لا " . . وأن يسمع الطواغيت هذه الكلمة ، ولا يمكنهم ردها ، بحجة : أنها صدرت من هاشمي ، وقد قبل عمر - وهو الذي لا يمكنهم إلا قبول كل ما يصدر عنه - مشاركة الهاشميين في القضايا السياسية والمصيرية الكبرى ، وحتى في هذه القضية بالذات . .
نعم إن كل ذلك ، يكفي مبرراً ودليلاً لرجحان ، بل ولحتمية مشاركة الإمام الحسن في قضية الشورى واستجابته لرغبة عمر في هذا المجال . .
كما أنه يكون قد انتزع اعترافاً من عمر بن الخطاب ، بأنه ذلك الرجل الذي لابد أن ينظر إليه الناس نظرة تقديس ، وأن يتعاملوا معه على هذا المستوى . . ولم يكن ذلك إلا نتيجة لما سمعه عمر ورآه ، هو وغيره من الصحابة ، من أقوال ومواقف النبي الأكرم بالنسبة إليه ، ولأخيه الحسين السبط عليهما الصلاة والسلام .
وعليه . . فكل من يعاملهما على غير هذا الأساس ، حتى ولو كان قد نصبه عمر وأعطاه ثقته ، ومنحه حبه وتكريمه ، فإنه يكون متعدياً وظالماً . . وحتى مخالفاً لخط ورأي ، نظرة ذلك الذي يصول على الناس ويجول بعلاقته وارتباطه به .
نعم . . وقد رأينا الإمام الرضا عليه الصلاة والسلام يذكر : ان الذي دعاه للدخول في ولاية العهد ، هو نفس الذي دعا أمير المؤمنين للدخول في الشورى [1] .



[1] مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 364 ومعادن الحكمة ص 192 وعيون أخبار الرضا ج 2 ص 140 والبحار ج 49 ص 140 و 141 ، والحياة السياسية للإمام الرضا ( عليه السلام ) ص 306 . عنهم .

126

نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الحسن ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 126
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست