نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الحسن ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 125
ويوحي بأنه كما له هو ( عليه السلام ) امتياز من نوع ما ، كذلك فإن غيره لا يفقد هذه الامتيازات بالكلية ، بل له منها أيضاً نصيب ، كما للإمام الحسن عليه الصلاة والسلام . ثم . . هناك الدور الذي رصده لولده عبد الله الذي كان يرى في والده المثل الأعلى الذي لابد أن يحتذى ، وتنفذ أوامره ، وينتهي إلى رغباته وآرائه ، ولا يجوز تجاوزها . . وكان عمر يدرك طبعاً مدى تأثير شخصيته وهيمنته على ولده ، ويثق بأن ولده سيجهد في تنفيذ المهمة التي يوكلها إليه . . ولكن لابد من التخفيف من التساؤلات التي ربما تطرح حول سر اختصاص ولده بهذا الدور دون سواه ، فكانت هذه التغطية التي لا تضر ، والتي يؤمن معها غائلة طغيان الشكوك والتفسيرات ، التي لا يرغب في أن ينتهي الناس إليها في ظروف كهذه . . ومن الجهة الثالثة . . فإن بأشراك الحسن ( عليه السلام ) وابن عباس ، على النحو الذي ذكره من رجائه البركة في حضورهما . . يكون قد أضفى صفة الورع والتقوى على خطته تلك ، وتمكن من إبعاد أو التخفيف من شكوك المشككين ، واتهاماتهم . . هذا باختصار . . ما يمكن لنا أن نستوحيه ونستجليه من الحادثة المتقدمة في عجالة كهذه . . ولكن موقف أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في الشورى ، ومناشداته بمواقفه وبفضائله ، وبأقوال النبي صلى عليه وآله فيه ، قد أفسدت كل تدبير ، وأكدت تلك الشكوك ، وأذكتها . . وأما بالنسبة لقبول الإمام الحسن عليه الصلاة والسلام للحضور في الشورى ، فهو كحضور علي ( عليه السلام ) فيها . . فكما أن أمير المؤمنين قد أشترك فيها من أجل أن يضع علامة استفهام على رأي عمر الذي كان قد أظهره - وهو الذي كان رأيه كالشرع المتبع - في أن النبوة والخلافة لا تجتمعان في بيت واحد أبداً ، بالإضافة إلى أنه من أجل أن لا ينسى الناس قضيتهم . .
125
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الحسن ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 125