responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الحسن ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 24


وبهؤلاء ، الذين يعتبرهم القمة في النضج الرسالي بالإضافة إلى أنهم أقرب الناس إليه ، فإنه لا يمكن أن يكون كاذباً - والعياذ بالله - في دعواه ، كما لاحظه نفس رؤساء أولئك الذين جاؤوا ليباهلوه ، وذلك لأن محبة الأقارب ، وإن كنت بحد ذاتها أمراً طبيعياً ، وقد تجعل الإنسان على استعداد للتفريط بكل شيء ، قبل أن يفكر في التفريط بهم . . إلا أن مما يزيد هذه المحبة ويؤكدها ، ويقلل كثيراً من احتمالات التفريط بالأهل والأقارب ، بل ويجعل ذلك في عداد المحالات - هو أن يكون لذلك القريب ، بالإضافة إلى عامل القربى النسبية ، شخصية متميزة ، تملك من المزايا والفضائل والكمالات ، ما لا يملكه كل من عداها [1] . فإذا كان على استعداد للتضحية بنفسه ، وبنوعيات كهذه - من أهل بيته - فإن ذلك يكون أدل دليل على صدقه ، وعلى فنائه المطلق في هذا الدين ، وعلى ثقته بما يدعو إليه - وليس هدفه هو الدنيا الفانية ، وحطامها الزائل . .
وهذا بالذات هو ما حصل في قضية المباهلة ، التي كان النزاع يدور فيها حول بشرية عيسى عليه الصلاة والسلام ، وإبطال ما يقوله النصارى فيه ، تمهيداً للتأكيد على صحة الإسلام ، وأحقية ما جاء به النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) .
الأمر الثاني : التخطيط . . في خدمة الرسالة :
هذا . . ولربما يتصور البعض : أن اعتبارنا هذا الوليد اليافع ، وأخاه عليهما الصلاة والسلام ذلك المثل الأعلى ، والنموذج الفذ لصناعة الإسلام وخلاقيته . . نابع عن متابعة غير مسؤولة للعواطف والأحاسيس المتأثرة بتعصب مذهبي ،



[1] ويرى المحقق العلامة الأحمدي : أن من الممكن أن يكون العباس قد اقتدى بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) حينما أخرج الحسنين للاستسقاء ، ومنع عمر من الالتحاق بهم ، وقال له : لا تخلط بنا غيرنا - وذلك حينما تبرك عمر بهم في هذه القضية راجع : تبرك الصحابة والتابعين ص 283 - 287 .

24

نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الحسن ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست