نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الحسن ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 23
وقال الزمخشري : " وفيه دليل لا شيء أقوى منه على فضل أصحاب الكساء " [1] . ويلاحظ : أن رواية الشعبي لقضية المباهلة لم تذكر علياً ( عليه السلام ) ، فتحير الراوي في ذلك ، وعزا ذلك إما إلى سقط في رواية الشعبي أو لسوء رأي بني أمية في علي [2] ولا ريب في أن الثاني هو الأصوب ، حسبما عرفناه وألفناه من أفاعيلهم . ونحن لا نستطيع في هذه العجالة أن نتعرض لجميع الجوانب التي لابد من بحثها في حديث المباهلة ، فإن ذلك يحتاج إلى تأليف مستقل ، ولكننا نكتفي هنا بالإشارة إلى الأمور التالية : الأمر الأول : النموذج الحي : إن إخراج الحسنين ( عليهما السلام ) في قضية المباهلة لم يكن بالأمر العادي ، أو الإتفاقي . . وإنما كان مرتبطاً بمعان ومداليل هامة ، ترتبط بنفس شخصية الحسنين ( عليهما السلام ) ، فقد كانا صلوات الله وسلامه عليهما ذلك المصداق الحقيقي ، والمثل الأعلى ، والثمرة الفضلى التي يعنى الإسلام بالحفاظ عليها ، وتقديمها على أنها النموذج الفذ لصناعته الخلاقة ، والبالغة أعلى درجات النضج والكمال . . حتى إنه ليصبح مستعداً لتقديمها على أنها أعز وأغلى ما يمكن أن يقدمه في مقام التدليل على حقانيته وصدقه ، بعد أن فشلت سائر الأدلة والبراهين - رغم وضوحها ، وسطوع نورها ، وقاطعيتها لكل عذر - في التخفيف من عنت أولئك الحاقدين ، وصلفهم ، وصدودهم عن الحق الأبلج . . فالنبي ( صلى الله عليه وآله ) حينما يكون على استعداد للتضحية بنفسه
[1] الكشاف ج 1 ص 370 وراجع : الصواعق المحرقة ص 153 عنه ، وراجع الإرشاد للمفيد ص 99 وتفسير الميزان ج 3 ص 238 . [2] راجع : جامع البيان ج 3 ص 211 .
23
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الحسن ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 23