نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الحسن ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 167
يجهر بالحقيقة مرة بعد أخرى ، وقد حاول إسداء النصيحة لعثمان في العديد من المناسبات ، حتى ضاق عثمان به ذرعاً ، فأمره أن يخرج إلى أرضه بينبع [1] . كما أنه - أي عثمان - قد واجه الإمام الحسن ( عليه السلام ) بأنه لا يرغب بنصائح أبيه ، وذلك لأنه : " كان علي كلما اشتكى الناس إليه أمر عثمان ، أرسل ابنه الحسن ( عليه السلام ) إليه ، فلما أكثر عليه ، قال : أن أباك يرى : أن أحداً لا يعلم ما يعلم ؟ ونحن أعلم بما نفعل ، فكف عنا ، فلم يبعث علي ابنه في شيء بعد ذلك . . " [2] . وهكذا . . يتضح : أن نصرة الحسنين ( عليهما السلام ) لعثمان ، بأمر من أبيهما أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه ، قد كانت منسجمة كل الانسجام مع خطهم ( عليهم السلام ) ، الذي هو خط الإسلام الصافي ، والصحيح . وهو يدخل في عداد تضحياتهما الجسام - وما أكثرها - في سبيل هذا الدين ، ومن أجل إعلاء كلمة الحق . . كما أنه دليل واضح على بعد نظرهم ، وعلى دقة وعمق تفكيرهم . . معاوية هو قاتل عثمان : ولا نذهب بعيداً إذا قلنا : إن معاوية قد أدرك منذ البداية : أن قتل عثمان يخدم مصالحه وأهدافه ، وأنه كان يرغب في أن يتم على عثمان ما تم . . وقد استنجده عثمان ، فتلكأ عنه ، وتربص به ، ثم أرسل جيشاً ، وأمره بالمقام بذي خشب ، ولا يتجاوزها . وحذر قائده من أن يقول :
[1] نهج البلاغة ، بشرح عبده ج 2 ص 261 وبهج الصباغة ج 6 ص 79 عن الطبري ، ومصادر نهج البلاغة ج 3 ص 189 عن العديد من المصادر ، والغدير ج 9 ص 60 - 62 و 69 عن مصادر أخرى أيضاً . [2] الغدير ج 9 ص 71 عن العقد ج 2 ص 274 وعن الإمامة والسياسة ج 1 ص 30 .
167
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الحسن ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 167