نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الحسن ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 106
العنصري البغيض ، وتقدم كذلك بعض اللمحات عن موقف أمير المؤمنين وغيره من الأئمة ، ومنهم الإمام الحسن ( عليه السلام ) من قضية الحديث والرواية عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . . وحيث إننا لا نستطيع الإلمام - في عجالة كهذه - بكل ما يرتبط بمواقف الأئمة الهادفة إلى إفشال تلك الخطة ، لأن ذلك يستدعي تأليف كتاب مستقل ، وقد لا يكفي له العديد من المجلدات . . وبما أن أهم عنصر تستهدفه تلك الخطة هو عنصر الإمامة والخلافة ، والأحقية بالأمر . وبمعالجتها ، واتخاذ الموقف الصحيح منها ، لا يبقى لمجمل تلك الخطة تأثير يذكر ، ولا خطر يخاف . - من أجل ذلك . . فإننا سوف نقتصر هنا على الإشارة إلى لمحات من مواقفهم ( عليهم السلام ) - وبالأخص موقف الإمام الحسن المجتبى ( عليه السلام ) - من هذه القضية بالذات . . فنقول : قضية الإمامة هي الأساس : ليس خافياً على أحد مدى خطورة النتائج التي سوف تتمخض عنها تلك السياسة ، التي تقدمت لمحات خاطفة وسريعة عن بعض خيوطها وفقراتها . . سواء على الإسلام ، أو على المسلمين ، في الحاضر ، أو في المستقبل . والأخطار المستقبلية هي الأعظم ، وهي الأدهى . . وقد أخبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) في حديث معروف : بأن في كل خلف عدول ينفون عنه ( أي عن الإسلام ) تحريف الغالين . وقد عودنا الأئمة ( عليهم السلام ) : أنهم باستمرار يعيشون بالقرب من الأحداث ، ويتواجدون دائماً وأبداً في صميمها وفي العمق منها ، حتى إن المطالع للتاريخ ليجد - نتيجة لذلك التواجد - أن قضايا أهل البيت بصورة عامة ، وقضية أحقيتهم بالأمر ، وإمامتهم على الخصوص ، تبقى على الدوام محتفظة بحيويتها وعمقها في ضمير الأمة وفي وجدانها . وأن كل صراع ، فإنما له ارتباط مباشر أحياناً ، أو غير مباشر أحياناً أخرى بهذه القضية بالذات ، حتى ليصرح الشهرستاني بقوله :
106
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الحسن ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 106