نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الجواد ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 89
نعم . . ولم يزل أمر الإمام [ عليه السلام ] يعلو ، ونجمه يتألق ، حتى أصبح - على صغر سنه - ممن يشار إليه بالبنان ، ويقر له بالعلم والفضل المؤالف والمخالف ، والعدو والصديق . ولربما تكون تلك المجالس التي كانت السلطة وراء إقامتها قد ساهمت في إظهار علمه وفضله ، وانتشار صيته إلى حد بعيد . . ومن يراجع حادثة التزويج يجد الثناء العظيم عليه - وكان عمره آنئذٍ تسع سنين - حيث يذكر المأمون أيضاً : أنه « إنما اختاره لتميزه على كافة أهل الفضل علماً ، ومعرفة ، وحلماً ، على صغر سنه » . كما وأنه « لم يزل مشغولاً به ، لما ظهر له بعد ذلك من فضله وعلمه ، وكمال عظمته ، وظهور برهانه ، مع صغر سنه » [1] . وقال سبط بن الجوزي : « وكان على منهاج أبيه في العلم ، والتقى ، والزهد ، والجود [2] » . كما أن الجاحظ المعتزلي العثماني النزعة ، والمنحرف عن علي [ عليه السلام ] وأهل بيته الأطهار ، والذي كان يعيش في البصرة ، والذي كان طويل الباع ، وواسع الاطلاع ، وقد كتب في كثير من الفنون ، التي كانت شائعة في عصره ، والذي كان معاصراً للإمام الجواد ، ولأبنائه من بعده [ عليهم السلام ] - الجاحظ هذا - قد جعل الإمام الجواد [ عليه الصلاة والسلام ] : « من الذي يعد من قريش ، أو من غيرهم ، ما يعد الطالبيون في نسق واحد ، كل واحد منهم : عالم زاهد ، ناسك ، شجاع ، جواد ، طاهر ، زاك ، فمنهم خلفاء ، ومنهم مرشحون : ابن ابن ، ابن ابن ، هكذا إلى عشرة ، وهم : الحسن بن علي ، بن محمد ، بن علي ، بن موسى ، بن
[1] راجع : الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص 254 و 253 والصواعق المحرقة ص 204 ونور الأبصار ص 161 وروضة الواعظين ص 237 وكشف الغمة ج 3 ص 143 و 160 وأعلام الورى ص 350 / 351 والإرشاد للمفيد ، وغير ذلك مما تقدم في حديث الزواج . . [2] تذكرة الخواص ص 358 / 359 وعنه الإمام الجواد لمحمد علي دخيل ص 72 .
89
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الجواد ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 89