نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الجواد ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 83
ومهما يكن من أمر ، فلقد كانت التقديرات المأمونية ، والعباسية على حد سواء ، تتجه نحو الاعتقاد ، ولا أقل من الاحتمال بأن طفلاً بهذه السن ، حتى ولو جرى على لسانه ما جرى في قضية ما صاده البازي الأشهب ، ولعلها كانت رمية من غير رام - لن يتمكن من الإجابة على تلك المسائل الصعبة - فإن من البعيد - بنظرهم - أن يكون [ عليه السلام ] قد تمكن من تلقي العلوم والمعارف الكافية من أبيه في الفترة الوجيزة التي عاشها معه ، حيث أنها كانت فترة قصيرة جداً من جهة ، وكان هو أيضاً - بحسب العادة - غير قادرٍ على استيعاب ما يلقى إليه من علوم ومعارف ، حسبما هو معروف ومألوف ، من جهة أخرى . فلماذا إذن . . لا يغتنمون الفرصة السانحة ، لإيراد ضربتهم القاصمة ، والحاسمة ، والنهائية ؟ وإذا طرح يحيى بن أكثم على هذا الإمام الصغير بعض مسائله الصعبة ، وعجز عنها ، بمحضر من الأعيان ، والقواد ، والحجاب وغيرهم ، فلسوف يظهر للناس جميعاً : أن إمام الشيعة ، وقائدهم طفل صغير ، لا يعقل ، ولا يعلم شيئاً ، وأن ما يدعونه في أئمتهم ، فإنما هو زخرف باطل ، وظل زائل ، لا حقيقة له ، ولا واقع وراءه . . نعم . . وقد جاءت صياغة هذا الحدث بنحو طريف وملفت ، يعطي المأمون الفرصة والمبرر للامتناع عن تسليم الإمام الجواد [ عليه السلام ] زوجته ، التي كان قد عقد له عليها منذ سنوات ، أولا أقل كان قد سماها له في احتفال عام ، وفي حدث نادر لم يبق أحد في الدولة الإسلامية المترامية الأطراف إلا وتعجب منه ، وتتبع أخباره بدقة وحساسية متناهية . . وإذا استطاع أن يجد المبرر الآن للامتناع عن تسليم هذا الرجل ، - الذي يدين شطر هذه الأمة بإمامته - زوجته ، فإن ذلك لسوف يشيع بين
83
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الجواد ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 83