نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الجواد ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 43
2 - أو أن تعدل الكثير من أفكارها وعقائدها ، وتجعلها تتوافق وتتلاءم مع النظرة العامة ، التي ارتضاها الحكام للناس ، والمحمية بحراب الإرهاب ، والتجويع ، أو التطميع ، ثم التزوير . . أولا أقل تجعلها لا تتناقض ولا تتنافر معها . . كما كان الحال بالنسبة لفرقة الإباضية من الخوارج ، كما أوضحناه في بحث لنا حول الخوارج ، نسأل الله التوفيق لإتمامه ، ونشره في الوقت المناسب . . 3 - أو أن تتحول إلى عقيدة باطنية ، منغلقة على نفسها ، وتعيش في ظلام الإبهام والغموض ، ولا تجرؤ على الظهور إلى النور ، ومعالجة الصراع حتى بالنسبة لغالب من ينتمون إليها - اسمياً أو وراثياً - فضلاً عن معالجة الصراع والتحدي على الصعيد الفكري العام . . ومن الجهة الأخرى . . فإنها لو استطاعت أن تجتاز هذه المرحلة المصيرية البالغة الحساسية بالنسبة لها . وتمكنت من أن تربح المعركة الفكرية ، وتحتفظ بدورها الطليعي ، على الصعيد الفكري العام ، وعلى صعيد الواقع ونفس الأمر . . فإنها تكون قد برهنت بشكل قاطع ونهائي على أحقيتها ، وأثبتت جدارتها ، ليس فقط بالنسبة لذلك الجيل الذي عاصر ذلك الحدث المتميز ، وعايش تلك الانطلاقة الفكرية في أوج قوتها . . وإنما للأجيال الأخرى ، التي تأتي فيما بعد أيضاً . . وما ذلك . . إلا لأن انتصار هذه الفرقة ، في هذا الظرف بالذات قد جاء في الوقت الذي يكون فيه الخصوم في أفضل حالاتهم ، وأتمها ، وأقواها ، ولا سيما فكرياً ، وسياسياً . . ويرى الناس : أنها هي تمر في أدق مرحلة ، وأخطرها ، وتواجه أضعف ما يمكن أن يفترض لها من حالات ، مع عدم وجود ما يمنع من الاحتكاك المباشر والصريح ، وإبراز كل ما يملك
43
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الجواد ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 43