responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الجواد ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 42


سيف ذو حدين : والخيارات الصعبة :
وبعد . . فإن مما لا شك فيه هنا ، هو : أن هذه الفرقة التي تهتم بالعقل وأحكامه إلى حد بعيد ، وترى أن جميع قضاياها وأحكامها منسجمة مع الدليل القاطع ، والبرهان الساطع ، ومع أحكام الفطرة والعقل ، والوجدان . . وتعتز بهذا الأمر ، وتتباهى وتفخر على كل خصومها ، مؤكدة على أنها لا تحيد عن هذا الخط ، ولا تتنازل عنه ، مهما كانت الظروف ، وأياً كانت النتائج . .
- إن هذه الفرقة - لو قدر : وفشلت في تسجيل نصر حاسم لها في هذا الظرف الذي يرى الناس : أنها تتمتع فيه بحرية الحركة والكلمة معاً ، وبالنسبة لقضية هي أكثر القضايا حساسية ، وأعظمها خطراً ، وأبعدها أثراً ، وهي المحور والأساس لسائر القضايا ، وفي مختلف المجالات . . فإن فشلها هذا سيكون حاسماً ، ونهائياً . ولن تقوم لها بعد أية قائمة . . ولا سيما في هذه الفترة التي كانت فيها سائر العقائد والفرق ، تحاول إثبات وجودها وتكريس خطها في أكبر قطاع ممكن في الأمة الإسلامية ، في مختلف أرجاء العالم الإسلامي . .
وإن هذا الفشل الذريع من شانه أن يضعها - شاءت أم أبت - أمام الخيارات الصعبة التالية :
1 - أن يرمي بها بعيداً إلى الأصقاع النائية ، إلى مناطق الجهل ، والحرمان ، والبداوة ، بعيداً عن مناطق الصراع والتحدي . . كما حصل لعامة فرق الخوارج ، التي كانت عامة مبادئها منافرة لأحكام العقل ، والفطرة ، والوجدان ، فلم تستطع الثبات أمام الفكر ، والمنطق ، والتحدي . .

42

نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الجواد ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست