responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحداثة ، العولمة ، الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 36


فإنّهم يعدّون من الملل الإلهيّة ; لأنّهم يقولون بوجود الإله ، وهم لم يبنوا فكرهم على الوثنيّة إلاّ لأنّهم يقرّبونهم إلى الله زلفى ، وأمّا الملحدون الذين يؤمنون بالمادة فهم يؤمنون بوجود أصل للكون ، وهي المادة ، وأنّها أزليّة . إذن فكلّ البشر يذعنون بفطرتهم إلى أنّ هناك حقيقة غير متناهية في الوجود وإن اختلفوا في تسميتها .
فكيف يمكن للنبيّ ( صلى الله عليه وآله ) الإحاطة بكلّ الحقائق ، وهو مخلوق ومحدود ولا يحيط بالحقائق كلّها ; لأنّ المحدود لا يحيط باللاّمحدود ، والمتناهي لا يستوعب اللاّمتناهي ، وأنّنا لو سلّمنا بكلّ ما قاله محمّد ( صلى الله عليه وآله ) فإنّ العقل البشري سوف يصيبه الجمود وتتعطّل عجلة الفكر الإنساني ، وهم يعبّرون عن النبوّة بأنّها نوعٌ من التجربة البشريّة شبيهة برياضة المرتاضين والمتصوّفة ، أو أنّ النبوّة نوعٌ من أنواع النبوغ البشري ، إذن فمصدر عظمة الأنبياء هو العقل أو الروح ، والمذاهب الإسلاميّة الاُخرى - غير مذهب أهل البيت يقولون بأنّ علوم النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) محدودة في إطار التشريع ، وهذا ما يرويه مسلم وغيره من أهل السنّة ، حيث يقولون بأنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) قد تعلّق علمه بالاُمور التشريعيّة وأمّا غيرها فمن الممكن أن لا يحصل له علم بها ، وهذا - حسب زعم مذاهب السنّة - ما يبيّنه فعل النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) حين أوصى الأنصار بطريقة زراعيّة معيّنة لاستثمار النخل ، ثمّ ثبت أنّ هذه الطريقة التي أوصى بها النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) فاشلة ، فلما سألوه عن ذلك قال : « أنتم أعلم بأمر دنياكم » [1] ، وهم يقولون في مواضع عديدة بأنّ النبيّ اجتهد فأخطأ ، وفي كتب اُصول الفقه عندهم يذكرون موارد اجتهاد



[1] صحيح مسلم بشرح النووي : 15 / 115 ، الحديث 6079 - 139 / 1 ، 6080 - 140 / 2 ، 6081 - 141 / 3 ، كتاب الفضائل ، باب وجوب امتثال ما قاله شرعاً دون ما ذكره ( صلى الله عليه وآله ) من معايش الدنيا . سنن ابن ماجة : 3 / 175 ، الحديث 2470 / 1 و 2471 / 2 ، كتاب الرهون ، باب تلقيح النخل . مسند أحمد بن حنبل : 1 / 163 ( مسند أبي محمّد طلحة بن عبيد الله ) ومسند أحمد بن حنبل ( مسند أنس بن مالك ) .

36

نام کتاب : الحداثة ، العولمة ، الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست