نام کتاب : الحداثة ، العولمة ، الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 264
لو كانوا أعداءهم ، فهذا الإمام عليّ بن أبي طالب رفض البدء بالقتال مع أصحاب الجمل ، وقد أرسل الإمام الحسن وأرسل الإمام الحسين وعبد الله بن عباس إلى الطرف الآخر قبل بدء الحرب ، إلى درجة أنّهم قالوا : إنّ بني هاشم لديهم من الحجج والبراهين الكثيرة ولا نقوى على حججهم ، وهذا دليل على أن معسكر الإمام عليّ ( عليه السلام ) كان يستخدم القوى العقليّة لفضّ النزاع ، ولم يلجأ إلى القوّة الغضبيّة إلاّ بعد أن تستنفذ كلّ الوسائل والطرق العقليّة ; وذلك حرصاً على وحدة المسلمين وحقن دماءهم ، ومن يتابع سيرة أمير المؤمنين عليّ ( عليه السلام ) في كلّ موقف من مواقف حياته سيجد هذه الصفة متجلّية عنده ، فلا يقدّم القوّة الغضبيّة على القوة العقليّة ، وهذا ما فعله في صفّين حيث كان يقول ( عليه السلام ) بما معناه : « إِنّي أَكْرَهُ أَن أَبْدَأَهُمْ بِقتال » [1] ، وهذه لا تعني الكراهة بمعنى أن هذا الفعل مكروه شرعاً ، بل هو محرّم ، أي اُحرّم على نفسي أن أبدأهم بقتال . أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وحواره مع الخوارج إنّ في تعامل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مع الخوارج نموذج رائع يُستظهر منه أنّ الحوار
[1] وهذه العبارة مستفادة من عدّة أقوال للإمام عليّ ( عليه السلام ) ، حيث ورد عن الإمام ( عليه السلام ) قوله : « لاَ يَبْدَأَنَّ أَحَد مِنْكُمْ بِقتال حَتّى آمُرَكُمْ » - راجع بحار الأنوار : 32 / 186 ، الباب الثالث : باب ورود البصرة ووقعة الجمل ، وما وقع فيها من الاحتجاج ، الحديث 136 . وقوله ( عليه السلام ) لمالك الأشتر : « إِيّاكَ أَنْ تَبْدَأَ الْقَوْمَ بِقتال إِلاَّ أَنْ يَبْدَؤُكَ » - بحار الأنوار : 32 / 414 ، الباب الثاني : باب جمل ما وقع في صفّين ، الحديث 374 . تاريخ الطبري : 4 / 271 ، ما أمر به عليّ بن أبي طالب من عمل الجسر على الفرات . وقد وردت : « أَكْرَهُ أَنْ أَبْدَأَهُمْ بِالْقِتالِ » من الإمام الحسين ( عليه السلام ) في طفّ كربلاء - راجع مستدرك الوسائل : 11 / 08 ، باب استحباب إمساك أهل الحقّ عن الحرب حتّى يبدأهم به أهل البغي ، الحديث 12471 / 1 .
264
نام کتاب : الحداثة ، العولمة ، الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 264