نام کتاب : الحداثة ، العولمة ، الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 263
المشورة أعظم من الخيرة ، وإن كانت الاستخارة في نفسها مستحبّة ، ولكنّ المشورة متقدّمة عليها ; لأنّ الشورى توفّر للإنسان فرصة دراسة الموضوع الذي يريد أن يقدم عليه من جميع الجوانب وتتكامل عنده الصورة بشكل أوضح ، وهناك شروط لمن تصحّ مشاورته ، وليست الشورى بمعنى مجموعة الإرادات أو الإرادة الجمعيّة أو الحاكميّة للأكثريّة ، بل الشورى تعني الحاكميّة للصواب ، وإن كان الصواب يمثّل رأي الأقليّة في تلك المجموعة ، فالشورى تعني حاكميّة العلم وإن كانت لفرد واحد إذا كان أخبر القوم وأعلمهم ، وهو صاحب الرأي الصحيح في قبال مجموعة كبيرة ، ولهذا يمكن القول إنّ الشورى هي مداولة الآراء لمعرفة الخطأ من الصواب ، ولا تعني القهر والفرض والاستبداد . القتال آخر الحلول لو جئنا إلى الآية الكريمة : * ( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأخرى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) * [1] نجدها تبيّن حالة من حالات فرض النظام وسيادة الأمن بين المجتمعات ، فبعد أن فشل الإصلاح بينهما تأتي مرحلة قتال الفئة الباغية ; لأنّه لا يصلح النقاش والحوار الفكري بعد هذه المرحلة ; لأنّ الأمر مرتبط بالنزاع العسكري الذي لا يحلّ بالنقاش الفكري مع إصرار إحدى الطائفتين على البغي ، وكما يقال إنّ آخر الدواء الكيّ ; لأنّه لا ينفع غيره في هذه المرحلة ، وأمّا إذا تخلّت عن إصرارها فيأتي دور الإصلاح مرّة اُخرى . حوارات الإمام عليّ ( عليه السلام ) مع أعدائه لا شكّ في أنّ الحوار هو اُسلوب أهل البيت ( عليهم السلام ) في التعامل مع الآخرين ، حتّى