responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحداثة ، العولمة ، الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 210


لا بدّ من معرفة بداية تكوّنه ، وكذلك وجه التسمية به ، فإنّ مصطلح ( الجماعة ) قد بدأ ظهوره في المجتمع الإسلامي بعد وفاة النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، خصوصاً في الحروب التي كانت تسمّى بحروب الردّة في زمن الخليفة الأوّل ، صحيح أنّه كانت الردّة موجودة في فئة قليلة وكان يقودها مسيلمة الكذّاب وغيره ، إلاّ أنّ الواقع أنّ معظم من عارض ورفض حكم الخليفة الأوّل لم يكن مرتدّاً ، فقبائل حضرموت وكندة والبحرين وبني يربوع قوم مالك بن نويرة التميمي وغيرهم لم تكن مرتدّة عن الدين ، ولم تتخلّى عن أصل من اُصول الدين أو فروعه ، إلاّ أنّها امتنعت من إيصال الزكاة للخليفة الأوّل ، لا لأنّها تنكر وجوب الزكاة ، وإنّما رفضت الطاعة للخليفة الأوّل لأنّها لا تعتقد بأحقّيّته بالخلافة ، وهذه الاُمور مذكورة في مصادر التاريخ ككتاب الفتوح لابن أعثم والمسعودي واليعقوبي [1] وغيرها من المصادر . وهذا مؤشّر تاريخي دامغ أنّ أوّل من استعمل اُسلوب وحربة التكفير واستباحة دماء المسلمين هو الخليفة الأوّل لقمع المعارضة ، وهذا بخلاف نهج أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فإنّه لم يكفّر معارضيه ، كما أنّه لم يستبح دماءهم ، بل هم بدؤه بالقتال في الجمل وصفّين والنهروان .
ومن الأدلّة على أنّهم لم يرتدّوا عن الدين ولم يخرجوا من الإسلام . إنّ جهاز الخلافة لم يقتل أسرى هذه القبائل ، وهذا يؤكّد أنّهم لم يرتدّوا عن الدين ، بل كلّ ما في الأمر أنّهم أبوا طاعة السلطان ، ومن المعروف أنّ حكم المرتدّ هو القتل .
والذي لا يعتقد بأحقّية خليفة معيّن من قِبل النّاس ليس مرتدّاً ، ولا يخرج عن الدين ، وأنّ هؤلاء الذين رفضوا تسليم الحقوق إلى الخليفة ; لأنّهم يرون أنّ هذه الحقوق لا بدّ أن تصل إلى الخليفة الحقيقي الذي نصبه الرسول في غدير خم ، ولا ندري كيف يسوّغ أهل سنّة الجماعة أن يحكموا بردّتهم لأنّهم رفضوا حكم الخليفة



[1] راجع : مروج الذهب : 2 / 319 ، ذكر خلافة أبي بكر الصدّيق ( رضي الله عنه ) ، المتنبّئون . تاريخ اليعقوبي : 2 / 13 ، أيّام أبي بكر .

210

نام کتاب : الحداثة ، العولمة ، الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست