responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحداثة ، العولمة ، الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 191


الوسائل المغيبة لها بحيث لا ترى حقائق الاُمور ، وإن كانت الكثير من التشريعات عند الاُمم الاُخرى تراعي الفطرة الإنسانيّة ، وقد لا تكون في تفاصيلها مطابقة للحكم الإسلامي ولكنّها مع هذه المراعاة يبقى هناك تغيير للفطرة .
الأنبياء بين وحدة الدين واختلاف الشرائع لو نظرنا إلى القرآن الكريم نجد أنّه يصرّح بوحدة الدين بين جميع البشر ، وأنّ جميع الأنبياء قد جاءوا بدين واحد ، وإنّما الاختلاف قد حصل في الشرائع التي جاء بها بعض الأنبياء فهي المتغيّرة من نبي إلى آخر ، وهذه الشرائع قد بعث بها اُولوا العزم الخمسة وهم : نوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، ومحمّد ( صلى الله عليه وآله ) ، ولهذا فقد وقع بعض الباحثين في إشكال وهو : أنّ النبيّ آدم لم يبعث بشريعة ، أي فلم يبعث بدين ، إذن لم يكن آدم نبيّاً ، والمشكلة تكمن في أنّ هؤلاء لم يفرّقوا بين الدين والشريعة ، ولذلك وقعوا في هذا الإشكال ، والصحيح أنّ الأنبياء قد بعثوا بالشرائع المختلفة ولكن يبقى الدين واحداً لا يتعدّد ، وقد بعث به جميعهم .
وعليه فالدين يمثّل اُصول الاعتقاد وأركان الفروع ، كالصلاة والصوم والحج والزكاة ، فمثلاً : آدم ( عليه السلام ) صلّى وزكّى وحجّ وصام . نعم ، قد تختلف تفاصيل الصلاة أو تفاصيل الحجّ أو الصوم ولكنّها في نفسها ثابتة لكلّ الأنبياء ، وكذلك بالنسبة إلى الاعتقادات فهي أيضاً مشتركة بين جميع الشرائع ، حيث تسمّى بالاُصول المشتركة كالتوحيد والنبوّة والمعاد ، فهذه مشتركة بين جميع الشرائع وإن اختلفت في بعض مصاديق هذه الاُصول كالنبوة - مثلاً ولا يمكن نسخ الاعتقادات ; لأنّها مرتبطة بتوحيد الله والعدل والآخرة ، ولا يمكن أن يبعث نبيّ بصلاة ولا يبعث نبيّ آخر بصلاة ، وهكذا بالنسبة لاُصول المحرمات والمنكرات ، مثل الزنا واللواط والسحاق وتحريم الربا ، ولا يمكن أن يحلها نبيّ ويحرّمها نبيّ آخر ، فكلّ هذه الاُمور اُمور فطريّة ، والفطرة البشريّة ترفض هذه الممارسات التي تحوّل المجتمع الإنساني إلى غابة

191

نام کتاب : الحداثة ، العولمة ، الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست