responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحداثة ، العولمة ، الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 168


أساساً للتفاضل ; لأنّها تمثّل الجانب الأرقى والأشرف ; ولأنّ موضوعها يكون الروح والعقل . ولهذا نجد أنّ القرآن يطلق كلمة ( القرى ) على المدن التي لا تتمتّع بالعناية الروحيّة ، بينما يطلق كلمة ( المدينة ) على القرية التي تعتني بالروح وتهذّب النفس كما في سورة يس ; لأنّ القرآن الكريم ينظر إلى المدنيّة الروحيّة ويعطيها الجانب المتقدّم على المدنيّة الماديّة .
فكلّ ما يحصل من حضارة للبدن أو الصناعة وإن كانت مطلوبة ، ولكنّها لا تستطيع أن تسمو بالإنسان إلى الدرجات العالية والقرب من الله ، بل إنّ كلّ هذا يحصل بالتكامل الروحي ، ولذلك فإنّ التخلّف قد يكون تخلّفاً روحياً ، وقد يكون تخلّفاً مادياً ، وهناك عدّة شواهد على أنّ الحضارة الغربيّة رغم ما توصّلت إليه من مستوىً راق في الجانب المادي إلاّ أنّها تعيش في صحراء روحيّة قاتلة .
ومن الشواهد التي ينقلها لنا التأريخ ، والتي تؤيّد ما ذكرناه من أنّ التقييم إنّما يتمّ بالروح وليس بالبدن والشكل هو ما حصل مع لقمان الحكيم ، حيث كان حبشياً أسوداً ، وكان من أقبح الناس وجهاً ، وقد خيّره الله بين النبوّة والحكمة ، فاختار الحكمة ، ومع ذلك كان النبيّ داود ( عليه السلام ) يستأنس به مع أنّ النبيّ داود ( عليه السلام ) كان بهي المظهر ، وله السؤدد على بني إسرائيل والملك العظيم ، كان يأنس بلقمان ويجالسه ويستمع الحكمة منه .
إذن فالمظهر ليس كلّ شيء ، بل هو لا يمثّل شيء إذا لم يستند إلى الجمال الروحي ، ولذلك فالآيات السابقة على الآية التي ذكرناها في سورة الحجرات قالت : * ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِن قَوْم عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِن نِسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُوا بالألقاب بِئْسَ الاْسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمان وَمَن لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) * [1] .



[1] سورة الحجرات : الآية 11 .

168

نام کتاب : الحداثة ، العولمة ، الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست