نام کتاب : الحداثة ، العولمة ، الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 157
الإسلامي رغم أنّه يفتقد الوسائل الإعلاميّة المناسبة لمقابلة العدوّ إلاّ أنّه يتمتّع بقوّة وقدرة على معالجة المشاكل الاجتماعيّة والثقافيّة والفكريّة والاقتصاديّة ، والخوض في شتّى الجوانب والمجالات . الثقافة بين الغزو والحوار إذا نظرنا إلى الجانب التطبيقي للعولمة في المجال الثقافي ، فإنّنا لا نرى أنّ هنالك حوار بين الاُمم في هذا الجانب ، بل الموجود هو الغزو الثقافي ، والإمام الحسين ( عليه السلام ) حينما حاول فتح حوار مع أعداءه أراد أن يبيّن أنّ الحوار هو أفضل وسيلة لحلّ المشاكل ، إلاّ أنّ أعدائه كانوا يغلقون هذا الباب ويفتحون باب الحرب والسهام والسيوف ; لأنّهم يعرفون أنّهم لن يصمدوا أمام حوار الحسين ( عليه السلام ) ، وكما قال الشاعر في هذا الموقف : لم أنسه إذ قام فيهم خاطباً * فإذا همُ لا يملكون خطابا يدعو ألستُ أنا ابن بنت نبيكم * وملاذكم إن صرف دهر نابا هل جئتُ في دين النبي ببدعة * أم كنت في أحكامهِ مرتابا فغدوا حيارى لا يرونَ لوعظهِ * إلاّ الأسنةَ والسهام جوابا وهذا هو ديدن الأئمّة ، فالإمام عليّ في صفّين وفي باقي حروبه لم يبدأ بالحرب ، بل إنّ الحرب بدأها الطرف المعادي له ( عليه السلام ) ، وكان يقول ( عليه السلام ) : « لاَ يَبْدَأَنَّ أَحَد مِنْكُمْ بِقتال حَتّى آمُرَكُمْ » [1] ، وكانت جميع الحروب في زمانه ( عليه السلام ) حروب مفروضة عليه ;
[1] بحار الأنوار : 32 / 186 ، الباب الثالث : باب ورود البصرة ووقعة الجمل ، وما وقع فيها من الاحتجاج ، الحديث 136 . وقوله ( عليه السلام ) لمالك الأشتر : « إِيّاكَ أَنْ تَبْدَأَ الْقَوْمَ بِقتال إِلاَّ أَنْ يَبْدَؤُكَ » - بحار الأنوار : 32 / 414 ، الباب الثاني : باب جمل ما وقع في صفّين ، الحديث 374 . تاريخ الطبري : 4 / 271 ، ما أمر به عليّ بن أبي طالب من عمل الجسر على الفرات . ووردت أيضاً : « أَكْرَهُ أَنْ أَبْدَأَهُمْ بِالْقِتالِ » من الإمام الحسين ( عليه السلام ) في طفّ كربلاء - راجع مستدرك الوسائل : 11 / 08 ، باب استحباب إمساك أهل الحقّ عن الحرب حتّى يبدأهم به أهل البغي ، الحديث 12471 / 1 .
157
نام کتاب : الحداثة ، العولمة ، الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 157