responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحداثة ، العولمة ، الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 156


المعرفة والاقتناع ودورهما في الطاعة والاتّباع ذكرنا سابقاً إنّ النظام العالمي الموحّد لا يستطيع أن يفرض نفسه بالقوّة العسكريّة والأساطيل والجيوش ، ولا يستطيع أن يفرض نفسه عن طريق الضغط بالقوّة الاقتصاديّة وبشروط بنك النقد الدولي ; لأنّ الطرف المقابل مهما وصلت به الحالة من الخضوع والخنوع إلاّ أنّ فيه قوّة الحياة والحريّة ، ولهذا فإنّه سيتمرّد بمجرّد انتهاء هذه القوّة ; لأنّه لا ينطلق مع تلك الضغوط من قناعات ، وإنّما انطلاقه كان بسبب الظروف التي مرّت به .
وكشاهد على ما نقول فإنّ الرئيس الأمريكي - ولعله بوش الأب عندما انتهت الحرب البعثيّة ضدّ الجمهوريّة الإسلامية الإيرانيّة ، والتي دامت ثمان سنوات قال حينها : « لقد أخطأنا في حربنا هذه ; لأنّه بالعمل العسكري زاد عدوّنا قوّة ، وأنفقنا الكثير ، واستهلكت طاقاتنا ، ولم نصل إلى النتائج المرجوّة » ، وكان يطرح في خطابه السنوي بديلاً عن الحرب فقال : « سوف ندخل لهم عن طريق الثقافة ، وتغيير الفكر الثقافي ، وهي وسيلة أقل تكلفة ، وأسلم وأنجع وأنفع وأجدى وأكثر تأثيراً » .
وهذا ما يؤكّد أنّ الثقافة هي المقدّمة على الجوانب العسكريّة والأمنيّة والاقتصاديّة والماليّة . إذن فالجانب الثقافي هو أهمّ الجوانب قاطبة ; لأنّه مرتبط بالفكر ، فالفكر هو الذي يؤسّس ويغيّر ، ونحن نمتلك الفكر ، إلاّ أنّنا نفتقد وسائل الإعلام التي تنشر هذا الفكر ، أمّا أعدائنا فيمتلكون الإعلام ويفتقدون الفكر القوّي .
ومن هنا نحن نؤكّد على الإعلام الذي هو أداة فتّاكة حيث نفتقدها ويتمتّع بها عدوّنا ، وهو أهمّ وسيلة آلية في العولمة ، هو آلية تطبيقية تنجز الوحدة الثقافيّة ، ولهذا يمكن أن يقال إنّ السلاح الثقافي اليوم هو الإعلام .
فالمفكّرون الغربيّون رغم أنّهم يمتلكون آلة إعلاميّة فتّاكة إلاّ أنّ فكرهم معرّض للاختراق ، ولا يستطيع الصمود أمام الفكر الإسلامي ، وفي المقابل فإنّ الفكر

156

نام کتاب : الحداثة ، العولمة ، الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 156
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست