نام کتاب : الحداثة ، العولمة ، الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 153
حيث أنّ هذه الوحدة تعتبر وحدة قوية جدّاً تستطيع أن تجمع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لأنّها قائمة على أساس فكري . ولذا فإنّ فلسفة القانون ، وعلم النفس ، وعلم الاجتماع ، والبحث العقلي الفلسفي جميعها تؤكّد أنّ الوحدة الثقافيّة - بالمعنى الشامل للثقافة ، الذي يضمّ العقائد والأخلاق والآداب والقانون هي الوحدة التي تؤثّر على الجانب السياسي والأمني والعسكري والاقتصادي باعتبار أنّ كلّ هذه الجوانب تتأثّر بالثقافة ، لا سيّما بالجانب القانوني من الثقافة . بل إنّ هذه الجوانب لا يمكن لها أن تتحقّق إلاّ بتحقّق الجانب الثقافي ، وإذا تحقّقت بالقوّة والضغط فإنّها سرعان ما تتبدّل وتزول ، ولذلك نرى - مثلاً الإرهاب العسكري قد يقهر الجانب الضعيف ، إلاّ أنّه لا يبقى بل يزول بمجرّد زوال القوّة العسكريّة ، وكذلك في الجانب الاقتصادي وما يعصف بالمجتمعات من الأزمات الماليّة وغيرها ، حيث تفرض بعض الدول الدائنة شروطاً تعجيزيّة على هذه الدول ، وهذا ما نراه متمثّلاً في الشروط التي يمليها صندوق النقد الدولي ، حيث نرى أنّ الدول التي تمرّ بهذه الأزمات قد تستجيب إلى هذه الضغوط طمعاً في المال أو خوفاً من الأزمات الماليّة ، ولكن هذه الاُمور لا تتحرّك في دائرة قناعة تلك الدولة بل تتحرّك بتلك الشروط التي أملاها صندوق النقد الدولي . مفهوم الطاعة عند أهل البيت : إذا أردنا معرفة مفهوم الطاعة فلا بدّ من الرجوع إلى تراث أهل البيت ( عليهم السلام ) ، حيث نرى أنّ الطاعة لها عدّة أنحاء ، فتارة قد تكون ناتجة عن الحبّ ، واُخرى عن الطمع ، وثالثة عن الخوف ، والطاعة التي تبنى على الحبّ والاقتناع هي الطاعة المثاليّة والعليا ، أمّا الطاعة التي تنتج عن الطمع فهي غير مضمونة ، شأنها شأن الطاعة المبنيّة على الخوف .
153
نام کتاب : الحداثة ، العولمة ، الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 153