نام کتاب : الجمل نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 35
على النص كما قدمناه وبيناه عن الغرض فيه ووصفناه من الدليل على أن أمير المؤمنين ( ع ) كان مصيبا في حروبه كلها وإن مخالفيه في ذلك على ضلال ، وهو ما تظاهرت به الرواية عن النبي صلى الله عليه وآله من قوله ( حربك يا علي حربي وسلمك يا علي سلمي ) وقوله يا علي ( أنا حرب لمن حاربك وسلم لمن سالمك ) وهذان القولان مرويان من طريق العامة والخاصة ، والمنتسبة من أصحاب الحديث إلى السنة المنتسبين منهم للشيعة ، لم يعترض أحد من العلماء الطعن على سندهما ولا ادعى إنسان من أهل المعرفة بالآثار كذب روايتهما ومن كان هذا سبيله وجب تسليمه والعمل به ، إذ لو كان باطلا لما خلت الأمة من عالم منها ينكره ويكذب روايته ، ولا سلم من طعن فيه ولعرف سبب تخرصه وافتعاله وأقام دليل الله على بطلانه ، وفي سلامة هذين الخبرين من جميع ما ذكرناه حجة واضحة على ثبوتهما حسبما بيناه . ومن ذلك الرواية المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لعلي ( ع ) : ( تقاتل يا علي على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ) [1] . وقوله لسهيل بن عمر ومن حضر معه لخطابه على رد من أسلم من مواليهم ( لتنتهين يا معشر قريش ليبعث الله عليكم رجلا يضربكم على تأويل القرآن كما ضربتكم على تنزيله ) فقال له بعض أصحابه من هو يا رسول الله ؟ هو فلان قال لا قال فلان ؟ قال لا ولكنه خاصف النعل في الحجرة فنظروا فإذا به علي ( ع ) في الحجرة يخصف نعل النبي ، وقوله لعلي : ( تقاتل بعدي الناكثين والقاسطين والمارقين ) والقول في هذه الرواية كالأخبار التي تقدمت ، قد سلمت من طاعن في سندها بحجة ومن قيام دليل على بطلان ثبوتها وسلم لروايتها الفريقان فدل على صحتها .