نام کتاب : الجمل نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 143
وخلعت أبا موسى في الحال واستعملت مكانه قرضة بن عبد الله الأنصاري ولم أبرح من الكوفة حتى سيرت لعلي ( ع ) في البر والبحر من أهلها سبعة آلاف رجل ولحقته بذي قار قال وقد سار معه من جبال طي وغيرها ألفا رجل ولما صار أهل الكوفة إلى ذي قار ولقوا عليا ( ع ) بها رحبوا به وقالوا الحمد لله الذي خصنا بمودتك وأكرمنا بنصرتك فجزاهم خيرا . خطبة علي بذي قار : ثم قام وخطبهم ، فحمد الله وأثنى عليه وذكر النبي فصلى عليه ثم قال : يا أهل الكوفة إنكم من أكرم المسلمين وأعدلهم سنة وأفضلهم في الإسلام سهما وأجودهم في العرب مركبا ونصابا ، حزبكم بيوتات العرب وفرسانهم ومواليهم ، أنتم أشد العرب ودا للنبي ; وإنما اخترتكم ثقة بعد الله لما بذلتم لي أنفسكم عند نقض طلحة والزبير بيعتي وعهدي ، وخلافهما طاعتي وإقبالهما بعائشة لمخالفتي ومبارزتي وإخراجهما لها من بيتها ، حتى أقدماها البصرة . وقد بلغني أن أهل البصرة فرقتان : فرقة الخير والفضل والدين قد اعتزلوا وكرهوا ما فعل طلحة والزبير ! ثم سكت عليه السلام ، فأجابه أهل الكوفة : نحن أنصارك وأعوانك على عدوك ، ولو دعوتنا إلى أضعافهم من الناس احتسبنا في ذلك الخير ورجوناه فرد عليهم خيرا [1] . خطبة أخرى بذي قار : ولما أراد ( ع ) المسير من ذي قار تكلم ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن الله عز وجل بعث محمدا للناس كافة ورحمة للعالمين ، فصدع بما أمر به
[1] في تاريخ الطبري ( ج 5 - ص 190 ) روى خطبته ( ع ) بغير هذا اللفظ .
143
نام کتاب : الجمل نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 143