responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة نویسنده : شمس الدين السخاوي    جلد : 1  صفحه : 206


والسنة ، كان يتناول الخشكنانة العتيقة التي تحاكي الحجر ، فيقرضها قرضة الصبي الحرر ، وقال ابن صالح : الشيخ الصالح الأديب ، ملازم للتلاوة ، ومدح النبي صلى الله عليه وسلم ، هاجر إلى المدينة ، وكانت أول مجاورته سنة عشرين ، فالله أعلم ، واجتمع فيها بأبي عبد الله القصري ، وحضر حلقته ، بل كان اجتمع به في تونس وعرفه ، وكان يعظم القصيري كثيراً ، وكان ضعيف البصر ، ويقرأ كل يوم ختمة درجاً ، وفي بعض الأوقات ختمتين في اليوم والليلة ، ومن قصائده :
حضرنا مسجد الهادي الشفيع * وجئنا لندفن بالبقيع وكذا من نظمه :
إذا كان قبري في البقيع بطيبة * فلا شك أني في حمى صاحب القبر نبي الهدى المبعوث من آل هاشم * عليه صلاة الله في السر والجهر وهما مكتوبان في البقيع على عدة من القبور ، الحمى حمى الله وحده ، وكان فيه انبساط ، وله فضيلة واستحضار فضائل ، واجتماع بكبار من الفضلاء ، وبقي في المدينة مدة سنين ، ملازماً للتلاوة ، وللصف الأول في الصلوات غالباً ، حتى مات بالمدرسة الشهابية ، ودفن بالبقيع كما أحب ، وممن أخد عنه : أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن مرزوق ، وذكره شيخنا في الدرر فقال : في كونه آبائه أربعة عشر أباً في نسق لم يوجد نظيره إن كان تونسياً ، فقدم القاهرة ، وكان كثير الهجاء والوقيعة ، ثم قدم المدينة ، فجاور بها وتاب ، والتزم أن يمدح النبي صلى الله عليه وسلم خاصة إلى أن يموت ، فوفى بذلك ، ثم أراد الرحلة عنها ، فذكر أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم ، فقال له : يا أبا البركات ، كيف ترضى بفراقنا ؟ فترك الرحيل ، فأقام بها حتى مات وسمى نفسه عاشق النبي ، روى عنه من شعره أبو حيان ، والبهاء بن إمام المشهد ، ومنه :
فررت من الدنيا إلى ساكن الحمى * فرار محب عابد لحبيبه لجأت إلى هذا الجناب وإنما * لجأت إلى سامي العماد رحيبه وهي طويلة ، كذا اختصره الصفدي ، وقرأت في دمية القصر لابن فضل الله العمري ، قال : صاحبنا البهاء بن إمام المشهد ، ذكر لي أن صاحب تونس بعث يطلب منه العودة إلى بلده ، ويرغبه ، فذكر أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الليلة ، فأطعمه ثلاث لقم من دشيشة الشعير ، قال : وقال لي كلاماً لا أقوله لأحد ، غير أن في آخره واعلم أني عنك راض فعمل هذه الأبيات التي منها المقطوع المذكور ، وأنشد له :
لقد صدق الباقر المرتضى * سليل الإمام عليه السلام

206

نام کتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة نویسنده : شمس الدين السخاوي    جلد : 1  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست