responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة نویسنده : شمس الدين السخاوي    جلد : 1  صفحه : 205


فاشهدوا لي بكل خير ويسر * عند ربي ومبدئي ومعيدي وله في الغزل :
وكم رمت كتم الحب عمن أحبه * وكيف بكتم الحب عن ساكن القلب ؟
إذا أصلح السر المصون بخاطري * تقلب مني القلب جنباً إلى جنب فيبدو ولا تبدو سرائر لوعتي * وتخفي ، ولا تخفي وفي الحال ما ينبي وله في النخل ، وقد رآه مجدوداً :
أنظر إلى النخل ، وأعناقها * قد جردت من ثمرها الزاهي مثل عروس تم أسبوعها * فجردت من حليها الباهي ما زينها إلا عراجينها * وكلها من حكمة الله وله :
مالي أجيء إلى الزيارة دائماً * فيقال لي : سر ، إنه مشغولا حتى لقد حدثت نفسي أنني * فيما يقول القائلون الغول رأيت بعد وفاته في النوم ، وقد تحققت موته ، فقلت له : أخبرني ، يا أبا البركات ما صنع الله بك ؟ فرأيته كأنه كره مني العلم بموته ، فتغير عند ذلك ، فقلت له : بالله عليك أخبرني ، فقال لي : والله ما لقيت من الله إلا خيراً ، فقلت له : والله لا بد ، وكان في ذهني ما كان يحكيه من حاله في أيام شبوبيته ، وما كان فيه من التخليط الذي نحن فيه من قراءة الأسباع ، والربعات ، والدروس ، وتناول الصرر ، وقلت : إن من حاله كذلك ، لا يسلم من تبعة ، ولو بالسؤال عن ذلك ؟ ، فقال لي : والله لا شيء ، فأعدت عليه ثلاث مرات ، فقبض على شيء يسير من جلد ظاهر كفه بأسنانه فقال : والله ولا مثل هذا ، فأوقع الله في ذهني أنه في دار الحق ، وأنه لم يقل إلا حقاً ، فبكيت ، وأردت أن أسأله عن حاله ، ثم أنسيت ، وقلت له : أنت صاحبي ، فلا تنسني ، واشفع لي ، مات في سنة أربع وثلاثين وسبعمائة ، ومولده سنة تسع وخمسين وستمائة ، وذكره المجد ، فقال : من الأدباء البارعين ، والفضلاء الفارعين ، والعلماء العاملين ، والكبراء الكاملين ، كان أعجوبة وقته في الفطانة والفكاهة ، وسرعة الجواب الحسن ، على البداهة ، وإيراد الحكايات المطرفة ، وإسناد الروايات الغريبة المتحفة ، يقضي المجلس بلوامع الأدب وبأرقيته العجيبة ، ولا يخطر ببال جليسه مباعدته ومفارقته ، كان يخبره أنه رأى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام ، فأنشده بعض قصائده ، فبصق النبي صلى الله عليه وسلم في فيه ، وقال له : لا فض فوك ، ومن صفات هذه الرؤيا أنه نيف عن السبعين ، وأسنانه ألمع وأجمع من ابن عشرين ، لم تسقط إلى أن تمت له مائة سنة ، وأجيبت فيه دعوة مشرع الفرض

205

نام کتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة نویسنده : شمس الدين السخاوي    جلد : 1  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست