نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي جلد : 1 صفحه : 88
وبديهيا أن هذه الصلوات التي لا يعرف مداها إلا الله تعالى ، إن هي إلا صدى لعظمة النبي الأكرم وآله الطاهرين عليهم وعلى جدهم الصلاة والسلام ، ومكانتهم عند الله عز وجل وملائكته ورسله ، واستمرار لفيضه تعالى لهم ومددا لرحمته الخاصة ، ولطفه لدوام عصمتهم ، واستقامتهم . . وإيصال النفع من خلالهم ، وإنزال الخير ببركتهم . ثم إن قوله تعالى : { إن الله وملائكته يصلون على النبي } جملة اسمية ظاهر في الثبوت والاستقرار ، أي إن الله يصلي وملائكته يصلون . على قراءة رفع الملائكة عطفا على محل ( إن ) واسمها ، وهو ظاهر أيضا على الثبوت والاستقرار بناء على العطف . وعلى كلا الوجهين تدل الجملة على ذلك ، فإنها تدل بخبرها على التجدد المستمر ، والحدوث المتتالي ، وتدل بمبتدئها على الاستقرار والثبوت وهو كذلك فإنها باقية ومستمرة باستمرار وجوده تعالى فلا يكون لها آخر تنتهي إليه كما مر في عبارات الدعاء . وأيضا في إطلاق الآية : دلالة على استمرار الحكم في حياته ، وبعد مماته صلى الله عليه وآله وسلم ، وأنه شامل لكل مؤمن ، ومؤمنة في كل وقت ، ومكان موجب عليهم أداء حق النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم من التوقير ، والتعظيم ، والدعاء ، والترحم وعظيم الشكر في سبيل تسجيل الاعتراف بما له صلى الله عليه وآله وسلم من فضل خالد الأثر في هواهم إلى الحق ، والخير ، وسعادة الدارين ، وإخراجهم من الظلمات إلى النور الوهاج الذي سيبقى ساطعا في الخافقين ، والذي سيزداد سطوعا كلما استقامت عقول الناس ، وحسنت نواياهم ، واستنارت بصائرهم فاستباقوا سبل الهدى والسعادة بفضل ذلك النور . . ومما روي عن الإمام الصادق عليه الصلاة والسلام : [ اللهم صل على محمد وآل محمد في الأولين ، وصل عليهم في الآخرين ، وصل عليهم في الملأ الأعلى ، وصل
88
نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي جلد : 1 صفحه : 88