نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي جلد : 1 صفحه : 53
فدعاؤه صلى الله عليه وآله وسلم لما جمع فاطمة وعليا والحسن والحسين عليهم السلام تحت كساء واحد : [ اللهم قد جعلت صلواتك ، ورحمتك ، ومغفرتك ورضوانك على إبراهيم وآل إبراهيم ، اللهم إنهم مني وأنا منهم فاجعل صلواتك ، ورحمتك ، ومغفرتك ، ورضوانك علي وعليهم ] [12] ، يجري مجرى هذه الآية : { إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين } [ آل عمران : 33 ] ، في تعليل واستحقاق ذلك . أقول : قد ورد هذا الدعاء عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في موقعين ، الأول في نزول آية التطهير في أصحاب الكساء الخمسة ، وتواتر ذلك عن العامة ، وقد روى بهذا اللفظ عدة علماء : منهم الإمام أحمد بن حنبل في مسنده عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قال لفاطمة : ائتني بزوجك وابنيك فجاءت بهما ، فألقى عليهم كساء فدكيا ، قال : ثم وضع يده عليهم ، ثم قال : [ اللهم إن هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك ، وبركاتك على محمد وعلى آل محمد ، إنك حميد مجيد . قالت أم سلمة : فرفعت الكساء لأدخل معهم ، فجذبه من يدي ، وقال إنك على خير ] [13] . وقد كرر النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم هذا النحو من الدعاء عند نزول آية الصلوات كما مر في المطلب الأول . وسيأتي بعض الأحاديث عن العامة في مطلب كيفيات الصلوات . وأود أن ألفت الأنظار إلى كلام القاضي النعماني الذي فيه إشارة إلى تأويل الصلاة ، وما تستلزم من أمور عقائدية ، ومعاني عرفانية بمقتضى دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتشبيههم بآل إبراهيم عليه وعلى نبينا وآله الصلاة والسلام . قال : أجمل الله في كتابه قوله : { إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما } فبينه النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لأمته ، ونصب أوصياءه لذلك من بعده ، وذلك معجز لهم لا يوجد إلا فيهم ، ولا يعلم إلا فيهم
[12] جواهر العقدين ، ج 2 ص 14 . [13] مسند الإمام أحمد بن حنبل ، ج : 6 ، ص : 323 ، وفي فضائل الصحابة ، ج : 2 ، ص : 602 . ومسند أبي يعلى ، ج : 12 ، 344 ، 456 . والطبراني ، ثلاثة أحاديث في ج : 3 ، ص : 53 ، وحديثا في ج : 23 : ، ص : 336 .
53
نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي جلد : 1 صفحه : 53