responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي    جلد : 1  صفحه : 440


ولتوضيح ذلك نقرأ الخبر الوارد في ذلك والذي يرويه الشيخ الصدوق رحمه الله تعالى [149] في أماليه والعيون عن عبدوس عن ابن قتيبة عن الفضل قال سمعت الرضا عليه السلام يقول : لما أمر الله عز وجل إبراهيم عليه السلام أن يذبح مكان ابنه إسماعيل الكبش الذي أنزله عليه تمنى إبراهيم أن يكون قد ذبح ابنه إسماعيل بيده ، وانه لم يؤمر بذبح الكبش مكانه ، ليرجع إلى قلبه ما يرجع إلى قلب الوالد ، الذي يذبح أعز ولده عليه بيده ، [ في طاعة الله ] فيستحق بذلك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب . فأوحى الله عز وجل إليه يا إبراهيم من أحب خلقي إليك ؟ فقال : يا رب ما خلقت خلقا هو أحب إلي من حبيبك محمد . فأوحى الله إليه : أفهو أحب إليك أم نفسك ؟ قال بل هو أحب إلي من نفسي . قال : فولده أحب إليك أم ولدك ؟ قال : بل ولده .
قال : فذبح ولده ظلما على أيدي أعدائه أوجع لقلبك أو ذبح ولدك بيدك في طاعتي ؟
قال يا رب بل ذبحه على أيدي أعدائه أوجع لقلبي . قال : يا إبراهيم فإن طائفة تزعم أنها من أمة محمد ستقتل الحسين ابنه من بعده ظلما وعدوانا ، كما يذبح الكبش ويستوجبون بذلك سخطي . فجزع إبراهيم لذلك ، وتوجع قلبه ، وأقبل يبكي .
فأوحى الله عز وجل : يا إبراهيم ! قد فديت جزعك على ابنك إسماعيل لو ذبحته بيدك بجزعك على الحسين وقتله ، وأوجبت لك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب وذلك قول الله عز وجل { وفديناه بذبح عظيم } .
قال الشيخ المجلسي رحمه الله تعالى : قد أورد على هذا الخبر إعضال ، وهو أنه إذا كان المراد بالذبح العظيم قتل الحسين عليه السلام لا يكون المفدى عنه أجل رتبة من المفدى به فإن أئمتنا صلوات الله عليهم أشرف من أولي العزم عليهم السلام فكيف من غيرهم ، مع أن الظاهر من استعمال لفظ الفداء التعويض عن الشئ بما دونه في الخطر والشرف ؟
وأجيب : بان الحسين عليه السلام لما كان من أولاد إسماعيل ، فلو كان ذبح إسماعيل لم يوجد نبينا ، وكذا سائر الأئمة ، وسائر الأنبياء عليهم السلام من ولد إسماعيل عليه السلام ، فإذا عوض من ذبح إسماعيل بذبح واحد من أسباطه وأولاده وهو الحسين عليه



[149] أمالي الشيخ الصدوق ، وعيون أخبار الرضا عليه السلام ، ج : 1 ، ص : 209 . والبحار عنه ، ج : 44 ، ص : 225 وص : 226 .

440

نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي    جلد : 1  صفحه : 440
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست