نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي جلد : 1 صفحه : 390
أن يقال : أن هذا الوصف إنما أطلق عليه لأنه لم ير عورة قط أو لأنه لم ير عورة نفسه قط فهذا مبالغة غير محمودة [127] . أقول : من باب الكلام يجر الكلام أن هذه الكلمة : ( كان أول من آمن من الصبيان ) وإن أصر البعض عليها ليصح قولهم : ( أول من آمن من الرجال فلان ) غير الإمام عليه الصلاة والسلام ، لكن حقا يقال أنها هي الفضيلة الكبرى وأعظم مما يقال فيه : ( كان أول من آمن من الرجال ) ، لأن أولئك الرجال يتصور فيهم عبادة الأصنام كما وهو ثابت في تاريخهم ، أما هو فهو بعد صبيا ( والذي لا يتصور منه عبادة الأصنام ) ومرفوع عنه القلم - فرضا - وآمن بالله تعالى وهو طاهر الذيل والنفس وأن كلام التاريخ أنه لم يعبد صنما لغو . مع أن معنى ذلك أنه عليه السلام أظهر الإيمان وإلا فهو الموحد بن الموحدين من حين خلقه الله نورا . ولقد أفرط أبو محمد الجويني في كرهه للإمام علي عليه الصلاة والسلام حتى كره أن يقال : عن [ علي عليه السلام ] وما أشبه ذلك كما في شرج الجوهرة للقاني نقلا عن الإمام الجويني : أن السلام في معنى الصلاة فلا يستعمل في الغائب ولا يفرد به غير الأنبياء عليهم السلام فلا يقال : [ علي عليه السلام ] بل يقال رضي الله تعالى عنه . وسواء في هذا الأحياء والأموات إلا في الحاضر فيقال السلام أو سلام عليك أو عليكم ، وهذا مجمع عليه انتهى . أقول : يعلم مما مر وما يأتي جوابه ، كما وأننا نرى الكثير من علماء المسلمين في كتبهم يسلمون على الإمام علي عليه السلام عند ذكر اسمه أو لقبه ، بل الأولى أن يجمع بين الصلاة والسلام كما ويكره انفصال السلام عن الصلاة على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وقد يفهم ذلك من آية الصلوات . وفي هذه المناسبة نتذكر ما ينقل عن الشهيد الشيخ القاضي التستري رضوان الله عليه : أن القاضي كان في بداية أمره يتظاهر بالولاء للقوم فوضع قاضيا يقضي على المذاهب