نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي جلد : 1 صفحه : 366
ولهذا كان القرآن الذي نزل على أعلى درجات الفصاحة ، والبلاغة مشتملا على اللغات الشاذة - أي الفصيحة ولكن ورودها قليلا - وليست شاذة لغة ، وإنما كان استعمالها في زمن نزول القرآن قليلا فكانت بقلة استعمالها كما في قوله تعالى : { كبارا } [ نوح : 22 ] ، وقوله تعالى : { وإن هذان لساحران } [ طه 63 ] ، والأصل أن القرآن محيط باللغات ، في جميع القرون فإذا أتى قرن لا يعرف لغة ما قبله ، أو كانت قليلة الاستعمال كانت عنده شاذة أو نادرة . وما نحن فيه الذي يقتضيه اللغة الصحيحة الأصلية هو الجار في لفظة ( وآله ) خاصة ، وأن الفتح مرجوح ، أو لا ينبغي وإن كان في : { تسائلون به والأرحام } جائز الفتح أو راجحه . وعليه قال بعض العرفاء في الفرق بينهما : أنه من جهة المعنى إنك إذا قرأت في [ اللهم صل على محمد وآله ] بالجار كانت الصلاة عليهم معطوفة على الصلاة عليه ، فهي تابعة ولاحقة ومتأخرة عن الصلاة عليه رتبة ولفظا . وهذا هو المناسب للترتيب الطبيعي والوجودي ، فإن الله تعالى خلقه صلى الله عليه وآله وسلم قبلهم وخلقهم من نوره ( كما في متواتر الأحاديث عن العامة والخاصة كذلك ) وصلى عليه قبلهم ، وصلى عليهم بعده فعلى الجار يتسق الترتيب الوجودي والطبيعي مع اللفظي . وإذا قرأت : ب ( الفتح ) كان إما على المعية ، أو عطفا على المحل . وفي الأول : يلزم ظاهرا أن صلاة الله عليه وعليهم في الإفاضة سواء ، ويلزم من هذا إما التساوي في الوجود إن لاحظنا الترتيب الطبيعي ، وإما مخالفة الترتيب الطبيعي إن قدرنا سبقه على وجودهم .
366
نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي جلد : 1 صفحه : 366