نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي جلد : 1 صفحه : 27
وستعرف أن الله تعالى تجلى لخلقه في كل ما يمكن من صفاته الجمالية الفعلية بأكمل خلقه وأفضلهم ، فجعلهم منابع فيضه ، وسحائب فضله ، ومظاهر أسمائه ، ومرايا رحمته ومحبته ، وأن الصلاة عليهم من آثار التجلي بالجمال للسائل والمصلي ولهم عليهم الصلاة والسلام بعدة اعتبارات . . وسيأتي توضيح ( ما يمكن توضيحه ) خلال أبحاث هذا الكتاب الشريف ، وقد حرصنا أن لا نذكر من أبحاثنا الغامضة إلا بعض الإشارات التي يقتضيها المقام ، وقد اشتمل على لطائف أسرارها ، ودقائق مناقبها ، وآثارها الوضعية والدنيوية والبرزخية ، والأخروية ، وفوائدها العامة . . كما ونتطرق إلى تفسير الآية مفصلا وما يتعلق بها من مطالب فقهية ، وتجليات عرفانية ، وإشارات تأويلية وأمور خلافية . . وأحاديث متواترة في الكيفية التي أراده الله عز وجل بنزول الآية ، وتعيين كيفية الصلاة وغير ذلك من مطالب شريفة ، ومقاصد لطيفة ستطلع عليها بالتفصيل . والله سبحانه أسأل أن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه الكريم ، ووسيلة لي ولوالدي إلى جنة النعيم ، وذريعة إلى رضى النبي وآله عليه وعليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام ، وأن ينتفع به المسلمون ، فإني جعلت على نفسي أن لا أذكر فيه إلا ما يكون فيه مقنع لطالب الرشد والهداية ، وإني أدعوهم بكل حب وتقدير أن يحكموا عقولهم ، ويتركوا التعصب ، فإن ترك التعصب وتحكيم العقول يؤدي إلى رؤية الحقيقة في أجلى مظاهرها ، وأصدق معانيها ، هذا وكلمة الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها كما في المأثور عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وقال : [ كلمة الحكمة يسمعها المؤمن خير من عبادة سنة ] [1] : ( فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب ) [ الزمر : 18 ] . وليست نيتنا في عملنا هذا إلا إرائة الطريق ، وهداية القاصرين راجين أن نكون من الهداة إلى سبيله والدعاة إلى طاعته وقد قال النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم للإمام علي صلوات الله وسلامه عليه : [ لئن يهدي الله بك عبدا من عباده خير لك مما طلعت عليه الشمس من مشارقها إلى مغاربها ] [1] .
[1] البحار ، ج : 100 ، ص : 74 . [1] وسائل الشيعة ، ج : 16 ، ص : 188 .
27
نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي جلد : 1 صفحه : 27