نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي جلد : 1 صفحه : 202
من حيوان ، ونبات ، وجماد ، وأن تبقى صلواته عليهم ببقائه ، وتدوم بدوامه ، على أن تتضاعف في كل لحظة أضعافا لا يحصيها إلا هو . . وبديهة أن هذه الصلوات التي لا يعرف مداها إلا الله تعالى وأن هي إلا صدى لعظمة النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وآله الطاهرين ، ومكانهم عند الله وملائكته ورسله . وقال الإمام الصادق عليه الصلاة والسلام في قوله تعالى : { إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه } ، لا لحاجة إلى صلاة أحد من المخلوقين بعد صلواتك عليه ، ولا إلى تزكيتهم إياه بعد تزكيتك ، بل الخلق جميعا هم المحتاجون إلى ذلك ، لأنك جعلته بابك الذي لا تقبل ممن أتاك إلا منه ، وجعلت الصلاة عليه قربة منك ، ووسيلة إليك ، وزلفة عندك ، ودللت المؤمنين عليه ، وأمرتهم بالصلاة عليه ليزدادوا أثرة لديك ، وكرامة عليك ] [1] . ومن الواضح أن نسبة الصلوات إلى جميع ما ذرء الله تعالى وبرأ في جميع العوالم كنسبة قوله تعالى : { كل علم صلاته وتسبيحه } الآية المتقدمة في مقام العبادة العامة على حسب حركته نحو الكمال واستمرار علته في بقائه على وجوده وتلقي الفيض في مقامه بل بما يشعر من معرفته واتجاهه نحو المبدأ ، وعبادته الخاصة ، ولو قدر للإنسان أن يفقه الكون لحكم عليه بالعدل ولكن الجهل هو الحاجب والناس أعداء ما جهلوا [2] .
[1] - البحار ، ج : 87 ، ص : 82 ، وج : 91 ، ص : 43 . [2] - لا يخفى على أهل الفضل أن هناك نظريات أخرى في تسبيح الكائنات وسجودها وصلاتها إلا أننا اخترنا أبرزها وقد أقام الملا صدرا عليها عدة براهين وأدلة في الحكمة المتعالية فراجع .
202
نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي جلد : 1 صفحه : 202