نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي جلد : 1 صفحه : 196
فلما سمع السيد الموصلي الحنبلي الذي كان من أعظم علماء الحنابلة ، والذي كان من جملة المفحمين بالمناظرة مع العلامة ، وحيث لم يستطع الرد على الأدلة المفحمة تطفل هنا وقام له وقال : ما الدليل على جواز توجيه الصلاة على غير الأنبياء ؟ فقرأ الشيخ العلامة في جوابه بلا انقطاع الكلام : { الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون } . فقال الموصلي من شدة عناده وبطريق المكابرة : وما هي المصيبة التي أصابتهم حتى أنهم يستوجبون بها الصلاة ؟ فترك العلامة ذكر المصائب المشهورة التي أصيبت أهل البيت عليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام وقال : من أشنع المصائب وأشدها أن حصل من ذراريهم مثلك الذي ترجح المنافقين الجهال ، المستوجبين اللعنة ، والنكال على آل رسول المتعال ، فاستضحك الحاضرون ، وتعجبوا من بداهة آية الله في العالمين وكان في المجلس بعض الشعراء فنظم هذين البيتين في ذلك الموصلي : إذا العلوي تابع ناصبيا * بمذهبه فما هو من أبيه وكان الكلب خيرا منه طبعا * لأن الكلب طبع أبيه فيه وفي هذه المناظرة صنف العلامة كتاب : ( كشف الحق ونهج الصدق ) [ 130 ] . والحاصل أن الدليل على وجوب الصلاة عليهم هي آية الصلوات بالبيان الذي ذكرناه في مطلب النزول وباستعانة الأحاديث المتواترة في ضم الآل مع جدهم ، وإجماع المسلمين وسيرتهم على ذلك وإجماع أهل البيت عليهم السلام لا بهذه الآية : { الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون } . نعم استشهد بها العلامة ( ره ) لأجل إثبات جواز إطلاق الصلاة على غير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من الصابرين بالصلوات الربانية ، ولا يخفى أن آية الصلوات أيضا أمر بالصلاة على أله بيته عليهم الصلاة والسلام ، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أقامهم مقام نفسه الطاهرة كما في حديث الكساء بقوله : [ إنهم مني وأنا منهم ] .
196
نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي جلد : 1 صفحه : 196