responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي    جلد : 1  صفحه : 194


الرحمة بالمؤمنين ، وأنتم مؤمنون فكان من شأنكم أن يصلي عليكم حتى يرحمكم ، فنسبة الصلاة إلى الرحمة نسبة المقدمة إلى ذيلها ، وكالنسبة التي بين الالتفات والنظر ، والتي بين الإلقاء في النار والإحراق مثلا .
وهذا يناسب ما قيل في معنى الصلاة كما في بعض التفاسير : أنها الانعطاف والميل .
فالصلاة من الله سبحانه انعطاف إلى العبد بالرحمة ، ومن الملائكة انعطاف إلى الإنسان بالتوسط في إيصال الرحمة ، ومن المؤمنين رجوع ودعاء للعبودية ، وهذا لا ينافي كون الصلاة بنفسها رحمة ومن مصاديقها . فإن الرحمة في القرآن على ما يعطيه التدبر في مواردها هي العطية المطلقة الإلهية ، والموهبة العامة الربانية كما قال تعالى : { ورحمتي وسعت كل شئ } [ الأعراف : 156 ] . وقال تعالى : { وربك الغني ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين } [ الإنعام : 133 ] . فالإذهاب لغناه ، والاستخلاف والإنشاء لرحمته ، وهما جميعا يستندان إلى رحمته كما يستندان إلى غناه فكل خلق وأمر رحمة ، كما أن كل خلق وأمر عطية تحتاج إلى غنى ، قال تعالى : { وما كان عطاء ربك محظورا } [ الإسراء : 20 ] .
ومن عطيته الصلاة فهي أيضا من الرحمة ، غير أنها رحمة خاصة ومن هنا يمكن أن يوجه جمع الصلاة ، وإفراد الرحمة في الآية . فمثل هؤلاء المؤمنين في ما يحبره الله من كرامته عليهم مثل صديقك تلقاه وهو يريد دارك ، ويسأل عنها يريد النزول بك فتلقاه بالبشر والكرامة ، فتورده مستقيم الطريق وأنت معه تسيره ، ولا تدعه يضل في مسيره حتى تورده نزله من دارك ، وتعاهده في الطريق بمأكله ومشربه ، وركوبه وسيره ، وحفظه من كل مكروه يصيبه . فجميع هذه الأمور إكرام واحد لأنك إنما تريد إكرامه ، وكل تعاهد تعاهد ، وإكرام خاص والهداية غير الإكرام ، وغير التعاهد ، وهو مع ذلك إكرام فكل منها تعاهد ، وكل منها هداية وكل منها إكرام خاص ، والجميع إكرام . فلإكرام الواحد العام بمنزلة الرحمة ، والتعاهدات في كل حين بمنزلة الصلوات ، والنزول في الدار بمنزلة الاهتداء . وبهذا يتحد معنى الآيتين لأن الصلاة في تلك من الله وملائكته تخرجهم

194

نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي    جلد : 1  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست