نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي جلد : 1 صفحه : 184
وذلك إن كون أبي بكر من مصاديق المصلى عليهم بالصلاة النورانية أي الإخراج من الظلمات إلى النور يستوجب وقوعه في المقتضي لها . كما وهي لا تخصه فقط بل عامة لجميع المؤمنين وهو صريح الآية كما لا يخفى . بخلاف الصلاة المحمدية التي هي نور على نور وعصمة على عصمة أي استمرار الفيض في كمالهم وعصمتهم ، وإيصال الرحمة عن ساحتهم ، وقد أجاد صاحب الصوارم المهرقة في نقضه على ابن حجر : أقول : ظاهر الآية عموم صلواته تعالى ورحمته لسائر عباده ، وأن غاية ذلك في الكل إخراجهم من الظلمة إلى النور ، لكن الكلام في أن هذه الغاية والمصلحة والغرض هل حصلت في شأن أبي بكر من الفاتحة إلى الخاتمة أو لا ، مع أن الخصم من وراء المنع على أصل الإخراج [1] . فإن ابن حجر على ظاهر كلامه يوجب أن الرجل بعد في الظلمات وبعد لم يخرج منها وشرح هذا المعنى نوكله إلى القارئ الكريم . إذن معنى أنه أشركهم أي بما يناسب مقامهم من معنى الصلاة ، وهي التي تخرجهم من الظلمات إلى النور ( والتي اصطلحنا عليها بالصلاة النورانية ) أي من ظلمات المعاصي إلى نور الطاعة . وقال الطبرسي : من الجهل بالله تعالى إلى معرفته عز وجل فإن الجهل أشبه شئ بالظلمة والمعرفة أشبه شئ بالنور ، وقال ابن زيد : أي من الضلالة إلى الهدى ، وقال مقاتل : من الكفر إلى الإيمان ، وقيل : من النار إلى الجنة حكاه الماوردي ، أو الصلاة بمعنى التطهير والتزكية . . ومن المؤكد ليس المقصود بمشاركتهم ما يختص بمقام النبوة والولاية كتعظيم ( الصلوات المحمدية ) ، وكرامتها ، ودرجاتها ، وآثارها ، وثوابها ، وخواصها . . وغيرها من المعاني التي ذكرناها في هذا الكتاب الشريف ، فإن المفروض أن الله اختص النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام بذلك دون غيره .