responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي    جلد : 1  صفحه : 155


وإن كان في أحدهما قد ظهرت الحقائق الإلهية ، وما ظهرت في الآخر فالآخر على الحقيقة حيوان في شكل إنسان كما أشبهت الكرة بالفلك في الاستدارة . وأين كمال الفلك من كمال الكرة ، وأين مرتبة الإنسان الكامل المتحقق بالحقائق الإلهية من المشكل بصورته من جملة الحيوان ؟ ولهذا قال تعالى لنبيه : { وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى } [ الأنفال : 17 ] .
وهذا ما يظهر من كلام العارف صدر المتألهين فقد قال : في تفسير سورة يس :
[ . . . واصطفى من بين الآدميين كلمة جامعة إلهية أوتيت جوامع الكلم ، ونورا ربانية فيه مجامع الحكم ، و { بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين } [ يس : 2 ] . كان ذاته { يس } وخلقه { القرآن الحكيم } وهو من المرسلين { إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم } ومعه { تنزيل العزيز الرحيم } . فتم له الملك والملكوت ، وكمل له الخلق والأمر { فسبحان الذي بيده ملكوت كل شئ وإليه ترجعون } [ يس : 83 ] فجعل نسخة وجوده وسيلة نجاة الخلق من عالم الجهل والظلمات ، والقرآن النازل عليه براءة العبد من عذاب السيئات ، والاقتداء بنوره صراط الله العزيز الحميد والاهتداء بهداه سبيل إلى جنابه المجيد .
وأضاف : { يس } أي يا إنسان أعني محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ، وذلك لأنه الإنسان الحقيقي المعنوي الذي اجتمعت فيه صور الأسماء كلها مفصلة ، كما في العقل الأول مجملة لما روي عن ابن عباس ( إن معناه يا إنسان في لغة طي ) .
وقد مرت الإشارة إلى قاعدة كلية في الحروف المقطعة ، بها يمكن أن يستنبط معنى الإنسان الكامل من كلمة ( سين ) فقط إن كان ( يا ) حرف نداء ومن مجموع ( يا ) و ( سين ) بوجه آخر إن لم يكن كذلك ، وأكثر المفسرين على أن المراد منه ( يس ) النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، وإن اختلفت العبارات وتعددت الإشارات ، فقيل معناه : ( يا إنسان ) وهو قول ابن عباس وقيل : ( يا رجل ) عن الحسن وأبي العالية وقيل

155

نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي    جلد : 1  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست